كتاب الشيخ طاهر الجزائري رائد التجديد الديني في بلاد الشام في العصر الحديث

خَا! ة
أ- الرؤية الإصلاحية للشيخ طاهر الجزائري:
ارى أنه من الضروري قبل أن اضع القلم، وأنتهي من الحديث عن
الشيخ طاهر الجزائري. أن اتعزض ولو بشيءِ من الإيجاز إلى عناصر
الرؤية التجديدية والخطة الفكرية التي كان يعتمدها، وهو يغد السير في
دروب الإصلاح والتجديد. لأنه من دون التعرض لهذه القضية فلن يبدو
لنا الشيخ طاهر أكثر من عالِم يبثُ أفكاره كيفما اتفق، ويسعى سعيه دون
رؤيةِ واضحبما تحزِمُ جهوده، وتوجهها وتدفعُ بها نحو اتجاه محذَد، وهو
إن كان بهذه الصفة فلا يستحق ان يتميز عن معاصريه في شيء، إذ إنَ
العالِم لا يمتاز عن غيره من العلماء إلا إذا تسلَّح برؤية ومشروع،
واستهدف في حياته آهدافاً لا يرى لحياته وأعماله قيمةً إذا لم تخدمها،
وتسعى به إلى الوصول إليها. . وهذا هو بالضبط ما كان عليه حال الشيخ
طاهر الجزائري. .
فقد كان رحمه الله يهدف من وراء كل جهده وأعماله ومؤلفاته إلى
إنهاض الأمة الإسلامية من كبوتها الحضارية. وتسليحها بكل ما يلزمها،
كي تستانف دورها في رعاية ابنائها، وتوفير اسباب الترقي والتقدم لهم في
جميع مجالات الحياة. ومن ثَتمَ القيام بدورها في الشهود الحضاري على
العالم اجمع ائتمارأ بقوله تعالى: " وَكَذَلِكَ جَحَفنَبهُخ أُمًة وَسَظا لِولُؤا
شُهَدَآءَ! الئاسِ" 1 البفرة: 43 1،.
95

الصفحة 95