كتاب الشيخ طاهر الجزائري رائد التجديد الديني في بلاد الشام في العصر الحديث

وتعليم الناس الصنائع وعدم الغفلة عما هو عند الأمم الغربية من مقومات
العلم. . . " (1).
وقد كان الشيخ طاهر الجزائري بالإضافة إلى دعوته إلى العلم ونبذ
العنف، يدعو إلى الاجتهاد، ونبذ روح التعصب المذهبي. قال عنه محمد
كرد علي: "هذا وليس الشيخ في مذهبه على الحقيقة حنبلياَ ولا مالكياَ
ولا حنفيأ بل مسلمأ يأخذ من اصل الشريعة باجتهاده الخاص، ويُحسِن
ظئه بائمة المذاهب المعروفة، ويتجهم لمن يجزأَ على النيل من آحد
العلماء عامةَ، ويعمل بما صح له من الدليل في الكتاب والسنة، ولطالما
اعطى الحق لعلماء الشيعة او الإباضية او المعتزلة في مسائل تفزَدوا بها،
وضئق فيها اهل السنة " (2).
وكان رحمه الله يدعو إلى بث روح الوحدة والتسامج بين فرقاء الأمة
الواحدة، فقد كان يسعى جاهداَ إلى تأليف قلوب ابناء الأمة على اختلاف
اديانهم ليجمعهم على صعيد واحد تحقيقأ لمصلحة ا لأمة في مجموعها (3).
وكان يسترشِدُ في عمله هذا بقوله تعالى:
" قل يأهْلَ اَلكِنَمب تَعَالَؤآإكَ صدَؤ سًوَا لننَنَا وَبَتمَبهُز أَلَآ لَغبُدَإلًا
اَللًهَ " أ آل عمران: 4 6).
وكان يبذل الجهد المتواصل لإزالة الخلافات بين الفِرق الإسلامية،
ليعود إلى الأمة تماسكُها ووَحدة وعيها، ولتتمكَن من حشد طاقاتها،
(1)
(2)
(3)
محمد كرد علي، كنوز ا لأجد اد، ص 0 8 2 - 0 9 2.
ا لمصدر ا لسا بق، ص 3 1.
ا نظر: كرد علي، كنوز ا لأجد اد، ص 9 1؟ ا لباني، تنوير البصائر، ص 78 -
9 7، ط 1، وص 5 1 1 - 6 1 1، ط 2.
98

الصفحة 98