متفائلأ، قوي ا لأمل في رحمة الله، فيعتدل مزاجه.
وهنا انتقل الحديث من عُنصري الصحة والمرض، إلى ما لا يمكن
تعليله، حيث قال قائل: إن أمور الحياة لا تخضع إلى ميزافي دقيق تُعرف به
النتائج الصحيحة، فقد يكونُ وضعٌ ما مبشرأ بسعادة، ثم يأتي السوء، كما
يكون وضعٌ اَخر مبشّرأ بتعاسة ثم ينفرج عن هناء.
وتوالت الأمثلة الدالة على ذلك! واطّرد الحديث في هذه الناحية مع
متعته العقلية الرائعة يحولُ دون تلخيصه، لأنّ إيجاز 5 يُطفئ بريقه الأخّاذ!
وبخاصة فيما اتجه إليه الحديثُ من مشكلات الجمال وعقبا 5! إذ قد تشقى
المرأة الجميلة، وتسعدُ المرأة الدميمة، ثم إن ا لإنسان يستثقل ما يستظرفه
غير 5 أحيانأ، وكلاهما مفكر متزن رافي الحسّ!.
وهنا اندفع القول فيما يُسفى بالإشعاع النفسيّ، الذي يُختمن به
بعضُ الناس، فيُحدث تأثيرا لا يُوجَدُ لدى من فقدوا هذا الإشعاع. . .
والحديث جميعه ذو حوار ممتاز، ولو سلك اصحاب الندوات الرفيعة
مسلك أبي حيان - أو احمد أمين - في رصد هذ 5 النفثات الألمعية لكان
لأحاديث المجالس مجفدات دسمة ذات اشتهاء.
إنّ الذين ينكرون ان يكونَ أحمد أمين أديبأ موهوباً ذا أسلولب
مشرقٍ، هم في حاجة إلى ان يقرؤوا موسوعة (فيض الخاطر) باحتفالي،
ليجدوا من الأجزاء العشرة ثلاثة أجزاء على الأقل من الأدب الخالص
المطبوع ضاعتْ في خضمّ البحوث الاخرى، وأمثلّ لهذا النوع من الأدب
المطبوع بموضوعين بلغا الروعة في ا لإبداع. ولهما أمثال وا! ال.
أما الموضوع ا لأول فمقال (حلم عجيب) في مفتتح الجزء السادس،
وقد اخترته، لأنه جمع خصوبة الخيال، وعمق الفكرة، وإشراق التعبير،
104