إلى وكيل النيابة فقال: إته حوّل الشكوى إلى المحكمة! وتدخل صديق
كبير حتى انتهى الأمر بعد عُسر شديد".
هذه هي الحادثة الطريفة! أما الحادئة الأليمة حقاً، فهي انقطاع
تلاميذه وأصدقائه عنه بعد أن ترك عمادة كلية الاَداب! وقد كتب الأستاذ
عن شعوره المتأئم صفحاب باكية!! كان الصديقُ الذي يزورهُ كل يوم أثناء
العمادة قد وجد مصلحته في أن ينقلب عليه، ويُدبّر المكايد مختلقأ،
وينشر الأراجيف، وكان التليفون الذي يدقه كل ثانية صار لا ينطقُ
بمكالمة. وكان البريد المكتط في الأعياد والمناسبات قد صار خاويأ،
يقولُ الأستاذ بعد سرد كثير مما يدورُ حول الطبائع (1): "كنت أعتقد ا ن
الرابطة العلمية فوق كل الروابط، فحزّ في نفسي ما رأيتُ ".
هل أقولُ للأستاذ أحمد امين: إني كنت عميدأ، ولكن ليست لي
منزلته، فأين أنا منه؟ وقد عانيتُ ما عاناه تمامأ، حتى كأني استمع إليّ،
ونقل بقلمه ما حدّثته به! وهي الدنيا!.
هذا بعضُ ما يقال عن هذه الترجمة الرائعة، فهل أفلحتُ في دعوة
القارئ إلى مطالعتها؟.
(1) حياتي، ص 289.
116