كتاب أحمد أمين مؤرخ الفكر الإسلامي

هذا بعضُ ما شمله الجزء الأول من الكتاب، أما الجزءُ الثاني
فخاصن بمراكز الحياة العقلية في هذا العصر، وهي مراكز شتى في مصر
والشام والعراق وجنوب فارس، وخراسان، وما وراء النهر، وال! ند،
وأفغانستان، والمغرب، وفي كلً مركزٍ من هذه المراكز حديثٌ دقيقٌ عن
الحركة الدينية، والحركة اللغوية، والحركة الأدبية، ورجالها، وأظهر
مؤلفاتهم، وأثرهم في سير الثفافة الإسلامية، كما يشمل الحديث أشياء
هامة عن مدن الثفافة، والدول السياسية التي رعت هذه الثقافة، والقائمين
عليها في كلّ صقع، وما أكثرهم حين تعددت الثورات، وقام خَلَف! وراء
سلف.
وجاء الجزء الثالث من الظهر خاصّأبالأندلس، حيثُ أفاضَ البحّاثة
في الحديث عن العرب منذُ فتحوا البلاد إلى خروجهم منها. وكان اهتمامُه
كعهده بالحركات الدينية واللغوية والنحوية والأدبية والفلسفية والتاريخية
والفنية.
وقد انتقل الأستاذ الكبير إلى جوار ربه قبل أن يظهر الجزء الرابع من
الظهر إلى الوجود، حيث ترك الفقيد اوراقه في أدراج مكتبه، وعهدت
أسرتُه الحريصةُ على ذيوع فضله إلى تلميذه الدكتور (أحمد فؤاد الأهواني)
كي يعمل على نشر الأوراق المخطوطة وفق ما يرا 5 في ترتيبها، وهي مهمةٌ
قام بها الدكتور الأهواني مشكوراً دُون تردد، وقد قال بعض ما فعل: " إن
الأصل لم يكنْ بخط أحمد أمين، فقد جرت عادتُه في أواخر حياته بعد أ ن
أصيب ببصر 5، أن يُملي، وكان قد دفع ما كتب إلى شخْصٍ يكتبه على
الالة الكاتبة. فبلغ عدد صفحات الكتاب (179) صفحة، ويظهر أن الوقت
لم يتسع للنظر في هذ 5 الأصول ومراجعتها وتعديل ما يريد أن يعدّل فيها،
118

الصفحة 118