المسلمين، فرايت أنّ خيرَ وسيلةٍ لمعرفة أسباب هذا الضعف، الرجوعُ إلى
التاريخ كله، فهو الذي يبين لنا ما حدث مما سبّب ضعفه، وبذلك نقف
على ا لأسباب الحقيقية حتى يمكن من يريد ا لإصلاح أن يعرف كيف يصلح.
وقد كشف الاستاذ في إيضاح الغرض الأول من أركان الإسلام
والوحدانية والإيمان بالقضاء والقدر، ومشروعية الجهاد في الإسلام
والرق والمواريث والعبادات، ونظام الحكم في الإسلام، والاجتهاد في
الدين، وقد أطال في حديث ا لاجتهاد إطالة كثيرة، وجعل يكرّر 5 في كثير من
الصفحات، وهذا جيّدٌ مقبول، لا! إيصاد باب ا لاجتهاد كا ن مدعاةَ التخلفِ
في العالم ا لإسلامي، ولا سبيل إلى ا لارتقاء المنشود إلا بفتح باب ا لاجتهاد
في هذا العصر، وقد فُتح فعلاً على يد الاستاذ الإمام محمد عبد 5 وتلاميذ5
المستنيرين.
أما الغرضُ الثاني فجاء الكلام عنه في تسلسل الحديث عن المملكة
الإسلامية، منذ أن كانت عربية موحّدة، إلى أن افترق المسلمون طرائق
قدداً لخلافات فرّقت الشمل، واكثرها خلافات مغرضة، تتخذ الدين
شعاراً لتحقيق المطامع والاهواء!.
وقد أحسّ الأستاذُ انّه في اَخر عهد 5 بالتأليف، فجعل الصراحة ديدنأ
له، وقسا على أناسٍ كثيرين، قسوةً يتضح في كثير منها أنَّ الحق في جانبه.
وتتركُ هذ 5 القسوة الخاصة بأبناء الأمة ا لإسلامية إلى الطغيان الظالم
الذي قامتْ به أوروبة ضد الإسلام والمسلمين على مدى قرون مظلمة،
عادت بالهوان والتفكك وا لانحلال على ا لامة ا لإسلامية، وتطلبت العلاج
الناجعَ، وهذا ما قام به المصلحون من قبلُ، وما راَ 5 الاستاذ أحمد أمين
داعياً إلى تكرار الطرْقِ المُلئَ لينتبه ا لنا ئم، ويفيق ا لسكران.
120