والتقاليد، وقد منحني الله ذاكرةً طيبة، حفظتْ ما كان يجري أمامها حتى مع
تقدم السن، فأخذتُ أستذكر ما مضى، وكقما ذكرتُ عادة أو كلمة قيدتُها
من غير ترتيب، حتى إذا تمتْ اجتهدتُ في ترتيبها. . . ئم رايت أن كلمة
دائرة معارف لا تناسب هذا الكتاب، فتواضعْتُ وسمّيتُه (قاموس
العادات، والتقاليد المصرية). . وقد أقْدمتُ عليه وأنا وَجِلٌ، لأنه
موضوعٌ جديد، أظن أني لم أسبق إليه، والجديدُ عادةً غريب، وأنا اعتقدُ
أنه فَتجُ بابٍ يكمّله من يأتي بعدي.
وقد دعاني إلى تأليفه ما رأيت من عادات وتقاليد وتعابير كانتْ حئة
في زمنها، ئم أخذتْ تندئر، حتى إن أولادي قلَ أن يعرفوا عنها شيئاً،
فالمؤرخ في حاجة شديدة إلى تدْوينها وا لانتفاع بها.
ولأول مرة أقرأ قاموساً من القواميس قراءةً متتابعةً في لذةٍ بالغةٍ دون
سأم، لا! القواميس التي نعهدُها لا نقرؤها هكذا، ولكنْ تأتي المناسبة
التي تتطلب معنى كلمة أو حديث مدينة أو موضع، فنكشف عن المراد،
ونحظر في الكتاب.
أما قاموس أحمد أمين فكلّه طرائف ونوادر ذات عظات ومئ!،
وفيه الأقاصيص التي لم يدونها سوا 5! ففي قراءته متعة القراءة في قصةٍ
طويلة متعددة الفصول، ذات أحداثٍ جذابةٍ، وشخصياتٍ مشوقة، ووصفٍ
لمناظر شتى، وقد وقفت عند قول (أحمد أمين): إد أحداً لم يسبقه،
وذلك حق بالنسبة إلى طريقة تأليف الكتاب وتبويبه، لأن العلامة (أحمد
تيمور) قد كتب جزأين رائعين عن الكنايات العامية والامئال العاميّة،
فابدعَ فيها إبداعاً كئيراً.
كما أرى أنّ الأستاذ أحمد امين انتفع انتفاعاً ملموساً بما ذكر5
122