6 - قصة الفلسفة
حين كان ا لأستاذ أحمد أمين مدرّساً بمدرسة القضاء الشرعي، درَس
أصول الأخلاق على أستاذ 5 (عاطف بركات) فحئب إليه دراسة الفلسفة
بشتى فروعها لا في ناحية الأخلاق فقط، واكمث الاستاذ على الكتب
المترجمة ينهلُ من حياضها، ثم رأى بعد أن تعفم الإنكليزية أن يرَجمَ
كتاباً في الفلسفة ينتفع به قراء العربية، وهي مهمةٌ شاقة لمنْ تعلم اللغة منذ
عهد قريب، لأن ترجمة المعاني الفلسفية لا تحتاج إلى دارس اللغة
الإنكليزية فحسب، بل إلى من تعمّق في أدقّ المصطلحات الفلسفية،
ليضع الأفكار الفلسفية وضْعها الصحيح.
وقد وُفق الأستاذ في ما حاوله، غير انّ رغبته الإصلاحية في ذيوع
الفلسفة بين قراء العربية دفعته بالاشتراك مع الدكتور زكي، نجيب محمود
إلى تأليف كتابيْن في الفلسفة، يتحدّثُ أولهما عن الفلسفة القديمة،
وثانيهما عن الفلسفة الحديثة، وقد تئمَ ذلك، وسعد قارئو العربيّة بتاريخٍ
مبسّط للفلسفة يشرحُ حقائقها في إيجاز واضح، ويلمُّ بتطور المذاهب
إلماماً لا يحرمه من ثمار العقول الناضجة في هذا الحقل الخصيب.
وقد ألف ا لأستاذ الكبير (يوسف كرم) كُتُباً رائعة في تاريخ الفلسفتين
القديمة والحديثة، وقرأتُ لكاتبٍ فاضلٍ موازنة بين اتجا 5 أحمد أمين
وزميله، واتجا 5 الأستاذ يوسف كرم، فوجدتُ أن الناقد الفاضل قد أخطأ
حين قارن اتجاهاً متعمّقاً لمتخصص دؤوب هو الأستاذ يوسف كرم باتجاهٍ
تثقيفي يُريد صاحباه أن يُقدّما مائدةً متواضعة لمن لا يعرف من قزاء اللغة
العربية شيئاً عن الفلسفة الأوروبيّة أصلأ، ونحنُ نحكم على الكتاب بهدفه
واتجاهه، ولا نقارنُ به إلا كتاباً من منحاه! أفا أن نقرن كتاباً للتخصص
بكتاب للتثقيف فهذا هوالجور بعينه.
128