بعضَ الأخطاء التي وردتْ في الكتاب، فقد رد على المولف قولَه: " إن
المختار الثقفي اول من أشاع فكرة المهدية "، حيثُ أرجعها إلى عصر
الخلافة الأول، إذ إن ابن السوداء جهر بخلق هذ 5 الفكرة، وكأنها تأييد
للإمام علي، ولكن أمير المومنين كرم الله وجهه هدّد 5 بالقتل، ونفا 5 بعد
وساطة بعض المعتدلين، كما عارضه في أمور تتعلقُ بالفاطميّين واحتوائهم
للفكرة.
ومن الجديد نَفْيُ الأستاذ سعد محمد حسن ما ذهب إليه الأستاذ
أحمد أمين من ان ثورة الزئج كانت مُعتصمةً بفكرة المهدي، لأن صاحبها
الخبيث اصطنع لنفسه نسباً ينتهي إلى علي بن أبي طالب، فهي دعوة شيعية
لا مهدية.
كما أجمل الأستاذ أحمد أمين حديثَ القرامطة إجمالاً يحتاج إلى
بسطٍ، لأن القرامطة هم الذين أكّدوا فكرة المهدي المنتظر، فهم أولى
بتحليل بذورهم الفكرية التي نمتْ فيما بعدُ في عقول لاحقة.
كذلك ذهب الأستاذ احمد أمين إلى أنّ ثورة (البساسيري) قامت
على عقيدة المهدية، وهو ما نفا 5 الناقد والحق معه، وكذلك لم تكن
البابية ذات اتصال بفكرة المهدي، ولكنها تتصل بالعلوية.
ويخيل إليَّ أنّ الأستاذ أحمد أمين قد جعل كل شيعيٍّ مهدياً، ولعلّ
له ما يبرّر ذلك، ولكئه لم يوضحه، فالخلاف نشأ عن مدى اتصال المهدئة
بالشيعة؟.
وقد قال الأستاذ سعد محمد حسن في خاتمة بحثه: "هذ 5 ماَخذ
وملاحظات ابديتُها على كتاب أحمد أمين، ونشرتها في مجلة أحمد أمين
لأعطيك بذلك صورةً واضحةَ المعالم لخُلق الرجل وشخصيته في عصرٍ
131