كتاب أحمد أمين مؤرخ الفكر الإسلامي

يعج بالفوضى والتهريج والرياء والنفاق، حتى في ميدان العلم الذي
اكتسحتْه الديماغوجية، وانحطَ مستواه في الأوساط الجامعية، ولستُ
مبالغاً إذا حدئتك انّ احمد أمين ونفراً من رفاقه يعيشون اليوم وحدهم ".
8 - هارون الرشيد
هذا الكتاب موجز نشرتُه دار الهلال في سلسلة (كتاب الهلال)،
وقد طلبت الدارُ من الأستاذ أحمد امين أن يكتب عن (هارون الرشيد)
فاغتبطَ بذلك وعفل لغبطته بقوله (1):
"إنّني أحبه، وربما كان سبب حبّي له أئه رجلٌ عاطفي ذوّا! تى،
يخضع للمؤثرات الوقتية، فيصلي مئة ركعة كل يوم، ويحجّ ماشيأ، ويهيم
من ناحية أخرى بالجمال والغناء، ويحدّثه أبو العتاهية حديث الزهد فيبكي
حتى تخضلّ لحيته، ويقول له ابن مريم نكتةً فيضحك حتى يستلقي على
قفاه ".
والكتاب - على إيجاز 5 - يتحدّث عن ميلاد الدولة العباسية، وعن
أئهة الدولة في عصر الرشيد، والنظام الاجتماعي في هذا العصر، وعن
بغداد عروس الأقطار الإسلامية، وعن الادب والأدباء في عهد الرشيد،
وعن مأساة البرامكة، وعن شارلمان والرشيد، ونهاية الرشيد وغيرها،
وهو من السهولة بحيث يُقرأ في مجلس واحد متصلٍ لمن لديه شغفٌ
ببحوث التاريخ.
وكعادتي أشير إلى بعض ما وخه للكتاب من نقد، فقد كتبَ الاشتاذ
(1) مقدمة الكتاب، ص ه.
132

الصفحة 132