(نقولا الحداد) نقداً وجهه للأستاذ أحمد أمين في خطاب نشره بمجلة
(الثقافة) (1) قال فيه:
" ولقد لفت نظري دفاعُك عن أخطائه، وفحوى الدفاع ان عذره في
ظروفِ عصره التي اقتضت تلك الأخطاء، ونحن نعلم أنّ الحق والصواب
عنصران أدبيان مطلقان في كل زمان ومكان، فلا شأن للبيئة ولا للظروف
فيهما، فالخطأُ خطأٌ في أي زمان.
كما أنك لم تدافع عن جريمة الرشيد الكبرى في قتل أخته العباسة
وولديها، في حين أئه هو الذي أمر بزواجها من جعفر، وأخذ عليه عهدا
ألأ يمسّها، على حين أن مساسها تُوجبُه الطبيعة البشرية، وتحلّله الشرائع
السماوية، فلا حرج في أن يجتمع زوجان شرعيان بمقتضى الطبع،
وبمقتضى الشرع، وهل كان يخفي على هارون اجتماعها سرّأ، وإنجاب
ولدين ".
وقد سارع الأستاذ أحمد بالرد على هذين المأخذين فقال وقد بدأ
بالمأخذ الثاني (2):
أمّا قتلُ الرشيد للعباسة، فلا اذكر أنّي نسبتُه للرشيد، ولا أذكر أني
قرأته في كتاب محترم، وكل ما أذكره أني ذكرتُ ما يفوله بعض المؤرخين
من أن الرشيد عقد لجعفر على عئاسة، ثم أنسلها جعفر ولدين قتلهما
الرشيد، وقد ذكرت أنّ هذا العقد لا غبار عليه، فجعفر البرمكي كفءٌ
للعباسة، ولو تخير الرشيد لأخته ما اختار خيرأ من جعفر، ولُمْته طويلاً
(1)
(2)
مجلة الثقافة -العدد (662)، تاريخ 3/ 9/ 1 95 1 م.
المرجع السابق - العدد (663)، تاريخ 0 1/ 9/ 1 95 1 م.
133