كتاب أحمد أمين مؤرخ الفكر الإسلامي

على التنكيل بالبرامكة، وخصوصاَ تنكيله بابني جعفر، وليس لهما ذنحب
يؤاخذان عليه، وقلت: "إنّ العباسة معذورة في الاتصال بجعفر، فهي
زوجة شرعية له، واتحدّى الأستاذ نقولا في دعوا 5 أني قلتُ: " إن الرشيد
قد قتل العباسة، ثم لم ألمه على ذلك!.
ولعل مما يتصل بهذا الموضوع أنْ أذكر أن كثيراَ من محققي
المؤرخين ذهبوا إلى أن قصة العباسة أكذوبة من ألفها إلى يائها، ولم تكن
هناك أخت للرشيد تُعرف بالعباسية، ولهم أدلّتهم المعقولة!
وما انتشرت هذه الأسطورة إلا بفعل الاستهواء، وللأستاذ الكبير
الشيخ طنطاوي جوهري كتاب ينحو هذا النحو.
أما المأخذ الأول فقد قال عنه أحمد أمين ما خلاصته:
"إنّه يوافقه على أن الحق والباطل حقائق مجردة في كلَ زمان ومكان
لا يتغيران بتغير الأشخاص، ولكنّي أخالفه في مؤاخذة الناس عليهما مهما
تغيّرت البيئة، فالمؤاخذة إئما تكونُ بمقدار تقدير الناس للحق والباطل
وفهمهما.
9 - الى ولدي
أما ولد 5 فطالبٌ يتعفم في إنكلترة، وقد طلبت مجلة (الهلال) من
الوالد أن يكتبَ للابن المغترب رسائلَ ابويّة تهديه طريقَ النجاح، وتنشرها
للقراء، لتكونَ مصدر إفادة لكل طالبِ مغترب، فاستجاب الدكتور احمد
أمين، ووالى كتابة الرسائل في اهتمام، وواضح من ذلك انّها رسائل تربوية
بالدرجة الأولى، وأنّ الطلاب المغتربين في بلاد العالم قد صاروا جميعاَ
أبناء لأحمد أمين يقرؤون ما كتب، وقد قدّر المؤلف تبعة الموقف،
134

الصفحة 134