فصدرتْ آراؤه التربوية في طابعها العام هادفةً للإصلاح والتقو 3.
ولها نظيرٌ فيما سبق حيث كان الكاتب الكبير الأستاذ (احمد حافظ
عوض) صاحب جريدة (كوكب الشرق) يكتبُ رسائل لابنه في بيروت
حين كان طالباً بالجامعة الأمريكية هناك، فجعلَ يتحدث له عن فنون من
المسائل العلمية والتربوية تهديه طريقَ النجاح في رسائل أخذت تتوالى،
وقد اُعجب الولد برسائل أبيه، فحرص على نشرها للقراء، مع ان والده لم
يكنْ هدفه الأول أن تنشر، ونالت قبولاً كبيراً من النقاد والقراء، وطُلبتْ
نسخٌ منها من المؤلف نفسه، فأقدم على طبعها للمرة الثانية مصحوبة باَراء
كبار الكتاب فيما حوته مثل المنفلوطي والمويلحي والبشري والعقاد
وغيرهم، ومجال الموازنة بين الكتابين فسيجٌ لم يريد أن يحلل آراء
الكاتبين الكبيرين.
وفي كتاب (إلى ولدي) ظاهرة لم تهيأ في كتاب (من والد إلى ولده)
الذي ألفه الأستاذ حافظ عوض، هذه الظاهرة هي ان نجلَ الاستاذ أحمد
امين قد عارض أباه برسالةٍ سخلها مع رسائل ابيه، هذه الرسالة تقزر أ ن
النصائج الكثيرة التي يسوقها أبوه في إحكام، ليست ذات فائدة كبرى،
لا! البيئة ذاتُ أثر في توجيه المرء وكذلك الوراثة، وما أظن الوالد الكبير
يجهل ذلك، ولكنّه يكتب نصائحه مع ذلك، لأئها لا تعارض ما تتطلبه
الورا ثة وا لبيئة من التزامات. وكا ن ا لابنُ جريئاً بعضَ ا لجرأة حين قال لأ بيه:
" كل ما أرجوه أن تستمع لكلماتي، كما فتحت قلبي لكلماتك، وكما
يجبُ على الحكام أن يفتحوا قلوبهم لكلمات الشعوب، حتى تتلاشى
الدكتاتوريات البغيضة، ويصبجُ للشعب حرية الكلام والتعبير عن رأيه " ثم
يزيد فيقول: "ليترك الاباء ابناءهم يجرّبون ويخطئون، فهذا مما يقوي
135