شخصياتهم، ويزيدهم ثقة بأنفسهم، ويجعلهم جديرين بتحمل المسؤولية
الملقاة على أعناقهم ".
والولد في هذا يعرف تماماَ أن والد 5 يعرف قانون التجربة والخطأ،
ويعرف أنّ ئقة الابن في نفسه تدفع إلى النجاح، ولكنّه مع ذلك قد سُرّ حين
سمع هذا الكلام من ابنه، وعرف أنّه واعٍ حصيف.
بفي أن أقول: إنّ هذ 5 الرسائل - رسائل حافظ عوض وأحمد أمين
معاَ - لم تزدْ على كونها فصولاَ تربوية يلقيها مجرب حكيم! وهي إلى
الكُتب أقرب منها للرسائل، وكنا نأمل أن نخلص من الموضوعية الصارمة
قليلاَ، فنتحدّث عن الذاتية حين يحادث المرسِلُ المرسَل إليه كولد شاب
ذي عواطف وأحاسيس وآمال وأحلام! وأن يكون للروح الشاعرة نصيبٌ
كبير منها، حتى يستمع الابنُ همس النجوى، وينعم بدفء الحنان،
ويحس انّ ابا 5 يُقبله ويحتضنه، لا أنه مدرّسٌ يلقي النصائح في محاضرة
عامة ذات شخوص شتى! وهذا ما افتقدته في رسائل الكاتبيْن الكبيرين،
افتقدتُ الهمس الحنون حين وجدتُ التحذير الصارم والترغيب الهادف!
وليس لي أن أزيد.
0 1 - الصعلكة والفتوة في الإسلام
كتب الأستاذ أحمد أمين في أوائل الثلاثينيات بحثاً دقيقاً تحت عنوان
(الفتوة والإسلام) ثم بدا له بعد ربع قرن أن يُضيفَ إليه حديثَ الصعلكة،
وجمع المضاف والمضاف إليه في كتابٍ صغيرٍ أصدرته دار المعارف في
سلسلة (اقرأ) تحت هذا العنوان، ولا أدري لماذا قدّم الصعلكة في العنوان،
مع أنّ حديثه عن الفتوة بالكتاب أوسع وأغزر.
136