كتاب أحمد أمين مؤرخ الفكر الإسلامي

وحديث المؤلف في رأص! يحملُ من العناصر ما يتسع لكتاب مبسوط.
وقد اختار من صفحات ابن بطوطة مشاهد تنطقُ بتطور اصحاب
الفتوة إلى مستوى فاق مستوى العرب الأوائل في إغاثة اللهيف، وكرم
الضيافة، وبذْل كل ما يُقدر عليه في إسعاد الزا ئرين، ولهؤ لاء البسلاء ا لكرام
شروطٌ دينيةٌ حميدةٌ يلتزمون بها، وهي أرقى ما وضع من شروط التكافل
والعفة والشرف والمروءة.
إنّ الذين يتحدئون عن أنظمة الكشافة الحديثة في حاجة إلى أ ن
يعرفوا ما ارتقى إليه الفتيان من شجاعة روح، وهمامة نفس، وعزة دين،
وقد بسط ذلك كله كتاب أحمد أمين على إيجازه اللطيف.
1 1 - الشرق والغرب
يقول المؤلف إنه دُعي سنة 947 ام للاشتراك في مؤتمر المائدة
المستديرة الذي عُقدَ في لندن لبحث مشكلة فلسطين، وكان لزيارته إذ ذاك
أثرٌ في تحديد مشاعره نحو الغرب يقول الكاتب: " وا خذت أشكُّ في صحة
الاعتقاد السائد بتقدّم الغرب على الشرق في مضمار الحضارة، حين
لمستُ نوعاً من الأخلاق والعادات يخالفُ ما لمستُه في بلادنا، وشاهدت
منظمات وصناعةً وانتاجاً لا عهد لبلادنا به، وهذا ما جعله يفكر في نتاج
الحضارة ا لأ وروبية ".
وبعد هدوء المفكر، وارتياحه إلى صحة نتائجه أخذ القلم ليكتب
فصولاً عن المدنية الحديثة، مظاهرها ومزاياها وعيوبها، وعن الاستيراد
والديمقراطية، والثقافة، والحظّ أو السبب، والحياة ا لاجتماعية، والحياة
ا لاقتصادية، وا لفر د وا لأسر 5، وا لمرأة، وا لتقليد وا لابتكار، وا لقيم
138

الصفحة 138