كتاب أحمد أمين مؤرخ الفكر الإسلامي

ا لأخلاقية، ومادية الغرب، وروحانية الشرق، وموقف الشرق من الغرب،
وهي مسائل تحدّث فيها الأستاذ من قبلُ في مقا لاته الكثيرة، ولكنه شاء أ ن
يجعل كتابه الأخير خلاصة لما انتهى إليه بعد أن شاهد بالعيان، ما وعاه
بالقراءة وا لاطلاع.
وقد انتهى إلى جُملة صادقة سجلها في خاتمة كتابه وهي انّ العلم
والصناعة ليسا سبب الشقاء في الحضارة الأوروبية، وأن الذي أهلك
أوربة هو جشعها وتجردها من العواطف الإنسانية، لأنهم لم يستخدموا
العلم والصناعة إلا لاستعمار الأمم المغلوبة، وسرقة الثروات،
واغتصاب الحقوق!.
وإذا كان المؤلف قد انتهى إلى ذلك بعد أن بسطَ القول بسطأ أفضى
إلى هذه النتيجة، فأيُّ كتاب صادق هذا الذي شرحَ مكمن الداء، وشخّصه
أتتمَ التشخيص حين راَه في فقد الإنسانية لدى الغربي! وجشعه العدواني!
وهذا هو الواقع.
وبعدُ فهناك كتب مدرسية لم نتعرّض لها، إذ شارك المؤلف نفراً من
الفضلاء في تأليفها وهي كتب تربوية تجمع المعروف، وتقدم المألوف،
وقد سبق ذكرها عليها في سجل مؤلفاته في أول هذا الفصل.
139

الصفحة 139