علمية، فكان صنيعهم الشائن مذكراً بقول أبي الطيب المتنبي:
جوعانُ يأكلُ من زادي ويمسكني لكي يُقالَ عظيمُ القِدْرِ مقصودُ
وكان الأستاذ أحمد أمين منصفاً كل الإنصاف حين قال في مقدمة
الديوان (1):
"وكان من حظي أن شاركني في هذا العمل الأستاذان احمد الزين
وإبراهيم الإبياري، فقد لقيا من العناء في الضبط والشرح والتصحيج
والترتيب، ما أتركُ تقديره للفارى الكريم، وكان لهما من العمل وبذل
الجهد في ذلك فوْق مالي، وإليهما يرجعُ أكثر الفضل في إخراج الديوان
على هذا الوضع ".
ثم قال بعد أن اشار إلى جمع القصائد وترتيبها وفق الموضوعات:
"وقد ضبطناهُ ضبطاً كاملاً لتسهيل قراءته على الناشى، وشرحناه
نوعين من الشرح، شرحاً يذكر ظروف الفصيدة وملابساتها وتاريخ نشرها،
حتى يتمكن القارى من معرفة إشاراتها ووجوهها، إذْ في ذلك اكبر إعانة
على فهمها وتقديرها، وشرحاً لغويأ لمفرداتها وأساليبها، وبيان المراد
من عباراتها، وذكر الحوادث التاريخية التي اشار إليها في أبياتها، وقد
نكونُ بالَغْنا بعض الشيء في كثرة الشرح والضّبط، وعذرنا أننا راعينا نابتة
الأدب، وناشئة الشّعر، أكثر مما راعينا الخاصة والمنتهين، وقدّرنا ا ن
الديوان ستتناوله أيدي الطلبة في المدارس الثانوية ومَن في مستواهم،
فقصدناهم بالشرح، ونظرنا إليهم في البسط، وأرجو أن نكونَ قد وفقنا في
تحقيق ما ندبنا إليه ".
(1) ديوان حافظ: 1/ 2 4.
141