2 - ا لعقد ا لفريد
كان تعاون الثلاثة الأفاضل أحمد أمين وأحمد الزين وإبراهيم
الإبياري في نشر ديوان حافظ إبراهيم داعياً إلى تعاون اَخر حميد في نشر
كتابه (العقد الفريد) لابن عبد ربه نشراً علمياً.
وكتابُ (العقد الفريد) ليس في حاجة إلى التنويه به، إذ لاتكاد تخلو
منه مكتبةُ أديب باحث، وهو مرجع لكل ما تلا 5 من كُتب الموسوعات،
مثل (نهاية الأرب) للنويري، و (صبح الأعشى) للقلقشندي، و (خزانة
الأدب) للبغدادي، و (المستظرف) للأبشيهي، وغيرها، ولكنّ طبعاته
القديمة قد مُنيت بالتحريف والحشو والنقص، وكان في حاجة ماسة إلى
نشر دقيق، واذكرُ أنً جَماعة من فضلاء اساتذة دار العلوم حاولوا نشر 5،
فرأوا من مشقات العمل ما دفعهم إلى اختيار نُبذٍ منه سموها (مختارالعقد)
وقالوا في مقدمة المختار ما ملخصه: إنهم - اصحاب المختار - رأوا فيه
عيُوباً كادت تذهب بحسنه، وتمحُوا الأثر من استفادة الناس منه، وأهمها
تحريف يكاد المعنى يضيعُ بسببه في كثير من مواضعه، حتى سمعنا من
أديب كبير إن إصلاح العقد الفريد ليسَ في مكنة إنسان! هذا إلى الحشو
والزيادة والنقص، لذلك كان إقدامُ الاستاذ احمد أمين على نشر العقد
وتحقيقه مصدَر ارتياح كبير لدى الباحثين.
وقد تحدث الأستاذ عن جهده وجهد زميليْه في هذا العمل الحافل
بعد أن أشار إلى فضل أستاذٍ هندي كبير هو الأستاذ (محمد شفيع)، حيثُ
اخرجَ جزأيْن كبيْرين كانا مرجعيْن دقيقيْن في التحقيق والتصْويب،
وعليهما اعتمد المحققُون في الترجيج والاختيار، وهذه الإشارة المنصفة
لا بد منها في كل عمل مسبوق، ولكنا نرى من يَتعمد غمْط السابقين،
وكأنّ الباحثين من ورائه لا يدرون شيئاً عما كان، وهي غفلة عقليةٌ وسقطة
142