كتاب أحمد أمين مؤرخ الفكر الإسلامي

نفسية، قال الأستاذ:
"ثم ها نحن أ ولاء نُحاول أن نخرجَ الكتاب إخراجاً علمياً، مصححين
ما استطَعنا أَغْلاطه، مُعارضين نسخه المختلفة بعضها على بعض، مثبتين
أصحها، ذاكرينَ في حواشي الكتاب، ما وَردَ في النسخ ا لأخرى، مكمّلين
ما نقصَ من عباراته، مفسّرين ما اُبهم من كلماته، شارحين ما غمض من
مشكلاته، ضابطين ألفاظه، متحرّين أصحّ الاقوال في نسبة المقطوعات
الشعرية والنثرية والأخبار إلى أصحابها، مبيّنين اختلافَ الروايات في
الشعر والنثر، منبّهين على أحسنها، معنْونينَ كلَّ خبرٍ وكلَّ مقطوعة بعنوان
خاص يدلُّ عليه، ويجمع ما فيه من الإيجاز.
وكانَ أول ما فعلْنا أنْ كتبنا إلى الأستاذ (ريتر) المستشرق الالماني
بالاَستانة، نرجوه أن يتحزى نسخَ العقد في مكاتب الاَستانة، ليتبثن
خيرها، وأصحّها واحسن!، فكتب لنا وصفاً مطوّلاً، بالموجود من نسخ
الكتاب، ومزاياها وعيوبها، وقد اخترنا خيرَها - بناء على وصفه-
ورجوْناه أن يصوّرها لنا بالفوتغراف، ففعل مشكورأ، وقد استَعَنّا إلى
جانب هذه النسخة بجميع نسخ العقد الموجودة في دار الكتب المصرية
مخطوطةً ومطبوعةً.
وقد قوبل كتاب (العقد) باحتفاءٍ علمي مخلص من كِبار الباحثين،
ومنهم الأستاذان الكبيران (محمد كرد علي) و (محمد إسعاف النشاشيبي)
وقد كَتب الأستاذ النشاشيبي سلسلة مقالات بالرسالة تُنبّه إلى ملاحظات
خاصة بالجزء الأول وقد بلغت من النفاسة والألمعيّة والاستشفاف ما لا
مزيد بعدَه في التحقيق، وقد قال الأستاذ في مقدمة نقدِه (1): "رايتُ في
(1)
ا لرسا لة، ا لعدد 9 9 3، في 4 2/ 2 / 1 4 9 1 م.
3 4 1

الصفحة 143