كتاب أحمد أمين مؤرخ الفكر الإسلامي

الطبعات التالية، ما وُجّه إلى الكتاب من نقد هادف! وتلكَ سبيلٌ يجب أ ن
تُسْلكَ وتحتذى!.
3 - الإمتاع والمؤانسة
يقدّر الأستاذ أحمد امين أدب أبي حيان التوحيدي تقديراً كبيراً،
وينزله منزلةَ الصدارةِ بين أدباء عصره، فهو أعظمُ من ابن العميد والصاحب
والخوارزمي في رأيه، وذلكَ حق، لأنّه مبتكر مجذد، وذو فكر ئاقب
غوّاص وهؤلاء إلى الصنعة أقرب منهم إلى الطبع، لذلك عمل الأستاذ
على نشر مؤلفات ابي حيّان، وبذل جهداً كبيراً في تهيئة الجيّد من اَثار 5
للنشر، وقد صادَف ذلك قبولَ الصفوة من المثقفين، فاندفعوا إلى قراءة
اَئار 5، وكُتِبتْ عنه الرسائل الجامعية، والمؤلفات الخاصّة بتحليل أدبه.
وقد كانَ أبو حيان قليل الحظِّ من رضا ابن العميد والصاحب في
زمنهما الغابر، فلو رَجعَ الثلاثة إلى هذا العصر لشاهدُوا حكم التاريخ
الصحيح، حين يسمو أبو حيان بأدبه وعلمه على سادته ا لرؤساء.
وكتاب (الإمتاع والمؤانسة) أوّل كتاب حازَ عناية الأستاذ أحمد
أمين من كتب أبي حيان، فقد قرا النسخة المًخطوطة الوحيدة الباقية،
وضن عليها بالإهمال، فسارعَ إلى تحقيقها مع صديقه الأستاذ أحمد
الزين، وفُوجن القرّاء بنمطٍ رائع من التأليف لا نظيرَ له فيما عُرِفَ من
الاَئار، فتطلّعُوا إلى اثارِ ابي حيان جميعها، بل رجعُوا إلى ما طُبع من
قبل، ولم ينل الاشتهار مثل كتاب (المقابسات) الذي حققه الأستاذ الكبير
(حسن السندوبي)، وبذلَ في تحقيقه من الجهد ما لا يقوم به غير محقق
ممتاز.
145

الصفحة 145