كتاب أحمد أمين مؤرخ الفكر الإسلامي

الخيال، وشجُون الحديث، حتى لتجدَ في ا لكتاب مسائلَ من كلِّ علم وفن،
فيه الأدب والفلسفة والمجون والأخلالتى، والبلاغة والتفسير والحديث،
معَ تحليل دقيق لشخصيات العصر من الفلاسفة وا لأدباء وا لعلماء، وتصوير
للعادات واحاديث المجالس.
أما النسخة الوحيدة التي رجعَ إليها المحققان الأحمدان (أمين
والزين) فهي مملوءة بالأخطاء، كثيرة الألغاز والأحاجي حتى لا يخلو
سطر منها من وقفات تستدعي الجهدَ الشديد في تصحيحها، وقد بذلا
جهداً هائلاً في تصحيح المحرّف وتفسير الغريب، وشَرح المشكل من
العبارات، وتكميل الناقص من الجمل، وضبط الملتبس من الكلمات،
والتعريف بكثير ممّن ورَد ذكرهم فيه من العلماء والادباء والشعراء
والفلاسفة.
يقول الأستاذ أحمد أمين (1) "ومع هذا فربّما نكونُ قد أخطأنا
الصواب. أو أغفَلْنا بعضَ المحرّف، وقد أثبَتْنا ألفاظه المحرّفة في حواشي
صفحاته، ويُلاحَظ أننا في أكثر الأحيان نثبت اللفظ المحزف وحده غير
منئهين على أئه محرف، ايمالاً على فهم القارئ، وفي بعض الأحوال ننبّه
على انّه تحريفٌ، وأنَ صوابه ما أثبتناه "، وفي نفسي شيءٌ من إثبات الففظ
المحزف وحده دون تنبيهٍ على خطئه اعتماداً على فهم القارئ! وهذا ما دعَا
كثيراً من الفضلاء إلى مراجعة الكتاب، وتدوين تعليقات علمية مفيدة على
نصوصِه المشتبه في أمرها، وقد تلقّى الأستاذان المحققان هذه المراجعَة
بفرح علمي أمين، وأثبَتَا ما ورَد إليهما في الطبعات المتتالية.
(1) مقدمة الإمتاع: ا /ج.
147

الصفحة 147