كتاب أحمد أمين مؤرخ الفكر الإسلامي

ثم كانت خطوتُه الكبيرة حين اختار 5 الدكتور طه حسين للتدريس
بكلية الاداب، فكان ذلك فتحأمبينأفي نتاجه العلمي الثمين، حيث تخضَص
في تاريخ الحركة العقلية للأمة ا لإسلامية، فأخرجَ (فجر ا لإسلام) و (ضُحى
ا لإسلام) و (ظُهر ا لإسلام) على نمطٍ من التحليل العلمي لم يُعرف من قبلُ في
الدراسات العربية، كما امتذَ نشاطُه ا لاجتماعي والعلمي إلى نواح شتى،
فهو عضوٌ في مجالس الكليات والجامعات، وعضو في مؤتمرات
المستشرقين، ورحالةٌ إلى شتى العواصم الإسلامية، باحثاً عن ذخائر
المخطوطات.
وحين تطؤَر به الزمن، فانتُخبَ عميداَ لكلية الاَداب، بذلَ الجهدَ في
تقدُم الكلية فكريأ واجتماعيأ، فكان يراقِبُ الإدارات المختلفة بالكلية،
ويرعى الأنشطة ا لاجتماعية الخاصة بالشباب.
وهو كقاضِ سابق حرصَ على أن يراجِعَ كل ورقةٍ تُقدَم إليه للتوقيع،
وأن يُحضرَ الموطف الخاص بها، ليناقشه في كل ما تتضمن من أمور.
وكانت لديه حاسةٌ مرهفة في مسألة الترقيات بين أعضاء هيئة
التدريس، إذ يعكف على قراءة الحيثيات قراءةَ دقيقة، ليوازن بين زميلِ
وزميل، ويكوِّن رأيه المنطقي الحاسم في الترجيح بمجلس الكلية، وبهذه
الحساسية الأمينة تصدَع ما بينه وبين الدكتور طه حسين من وشائج المودة،
إذ كانت للدكتور تزكياتٌ خاصة لبعض المرشحين لا يراها العميد صائبةَ
التقدير، إذ يجدُ الحيفَ ظاهراَ في تقديم شخصٍ لا يستحِق على مَنْ هو
الاحق أا)، وتكزَر الخلافُ أكثر من مرة، فاتسعت شقة النفور من الدكتور
(1) كما حدث للدكتور نجيب محمد البهبيتي رحمه الله تعالى.
15
(الناشر)

الصفحة 15