كتاب أحمد أمين مؤرخ الفكر الإسلامي

صادف ارتياح المثقفين ظهورُ هذا الكتاب بتحقيق دقيق، شارك فيه ا لأستاذ
السيد أحمد صقر، وهو ذُو قدمٍ راسخة في التحقيق، و إخالُه قد قام بالعبء
الأكبر في نشره، لأنّ ظروف الأستاذ أحمد أمين الصحيّة قد صَدته عن كثير
مما يأمل، على أئه وخه وراجع، وحقق، ونشر، وهذا فضل كبير يُحسب له.
والكتاب باق على دوام الدهور، لأنّه يُعابىُ مشاكلَ نفسيّة تتعرّضُ
للإنسان منذُ اَدم إلى قيام الساعة. فهو يبحث شجونأ من مسائل علم
الأخلاق والاجتماع بحثأ فلسفياً، حيث قامَ أبو حيان بتوجيه أسئلةٍ فلسفية
سمّاها الهوامل ليجيبَ عنها الفيلسوف (ابن مسكويه) إجابة دقيقة بما سماه
الشوامل، وقد اختلف الفاهمون في تفسير الهوامل والشوامل اختلافاً
مقاربأ، ولكلِّ وجهتَه.
وفي الكتاب ما يكشف النفس الإنسانية كشفاً صريحاً، إذ يتعرّض
السائل والمجيب معأ إلى ظُلمات دامسة تقع في المجهول! من طبقات
النفس!، ليقفَ القارى على غوامضها، وفيها ما يشي بضعف الإنسان
وانحداره وسقوطه، ممّا يجعل المرءَ في الحياة، وكأنّه ريشةٌ في مهبِّ
الريح.
وكلّ قارى يحب ان يعرف مناحي الضعف لدى الناس، لأنه يجدها
في نفسه، ويحاذرَ أن يكشف اللثامَ عنها، فإذا وَجد مَنْ يشارِكُه هذا
الضعف، ومن يُحاول! أن يكشفَ أسبابه، ثم مبرراته ارتاحَ إلى أنّه ليس
بواحدٍ فيما يفعله على وجه ا لاضطرار.
وقد كانَ الأستاذ أحمد امين أمينأ على العلم حين طلبَ من المحقق
الفاضل الأستاذ عبد السلام هارون أن يَنْقدَ الكتاب، مبيّناً ما وقع فيه
المحققان من أخطاء لا سبيل إلى تلافيها، وقد قام الاشتاذ عبد السلام
150

الصفحة 150