كتاب أحمد أمين مؤرخ الفكر الإسلامي

في ذلك إلى عشرات الكتب، ولكن البأس كل البأسِ في أنْ نضع اسم
العماد الأصفهاني على كتابٍ جمعنا مادته من كتب شتى، وأن نخرجَ
للناس هذا الكتاب باسم (خريدة القصر، وفريدة العصر) تأليف العماد
الأصفهاني الكاتب، مع اننا نصرّح لهمْ في مقدمته بأننا لم ننتظر حتى نجدَ
نسخةً كاملةً منه، لأننا يائسون من ذلك الان ".
وقد رد على ذلك الدكتور شوقي في عددٍ تالٍ فقال (1):
" ورئمُ الثغرة في كتاب على هذا النحو أصلٌ يتفقُ عليه الناسرون من
عرب ومستشرقين، ومن الواًضج أنّ (مختصر الخريدة) وهو (عود ا لشباب)
منقولٌ عنها لا عن كتاب اَخر، وكان من الممكن أن نسد الثغرة منه وحد 5،
ولكئه مقتضب جدّاً، فأخذنا منه ترجمة واحدة من التراجم الثلاث
المذكورة، لم نجدها في كتاب غيره، وأخذنا الترجمة الثانية من كتاب
(المغرب) لابن سعيد، قسم القاهرة الذي لم ينشرُ بعدُ، لأن اكثر تراجم
هذا القسم نُقلت نقلاً عن (الخريدة).
اما الترجمة الثالثة وهي ترجمة (هبة الله بن عبد اللّه بن كامل) فقد
جاءتْ في المختصر موجزةً جداً، وجاءتْ في (المغرب) مقتضبةً أبداً.
ووجدناها في كتاب (الروضتين) أتئمَ وأكمل. . ومعَ ذلك فلم تأخذها إلا
بَعْد درسٍ للكتاب، وبعد اطلاعنا فيه على تراجم اخرى رواها عن الخريدة،
وبمعارضتنا لها على النص الذي نشرناه، وجدناها لا تختلف عنه إلا
اختلافاتٍ يسيرة جدّاً".
وواضج أنَّ الجهدَ الذي اشارَ إليه الدكتور شوقي جهد مشكورٌ،
__________
(1) مجلة الكتاب، مايو 952 ام، ص 616.
154

الصفحة 154