كتاب أحمد أمين مؤرخ الفكر الإسلامي

ويكلّفُ من العناء في المراجعة والترجيح والضبط ما يجب أن يكونَ موضع
التقدير! وبهذا الجهد أصبح القسم المصري بين أيدي القراء في ربوع العالم
العربي بدل أن تقبع المخطوطةُ في مكانٍ مجهولٍ. . وإذا تيسرت نسخة
كاملةٌ فيما بعد فستأخذُ حظَها من النشر الدقيق.
8 - حي بن يقظان
واَخرُ ما قام به الأستاذ أحمد أمين في مجال النشر هو تحقيق كتاب
(حي بن يقظان) لابن سينا وابن طفيل وال! هروردي، ويظهر انَ الأستاذ
(أحمد أمين) كانَ يستعين بغير 5 في قراءة المخطوط وتصحيحه بعد الطبع،
لمرض عينه، كما أشار إلى نظائر مشابهة لذلك في كتاب (حياتي)، لأن
النسخة التي نشَرتْها دار المعارف بتحقيق الاشتاذ حَفلَتْ بأخطاء كثيرة،
لاتقعُ من مثله علماً وفضلاً وأستاذتة، وقد قام الأستاذ الفاضل سعد محمد
حسن بتصحيح اخطاء كثيرة زادت عن الأربعين في نقدٍ نشرَه بمجلة
(الأزهر) عدد رمضان سنة 372 1 هـ الموافق مايو سنة 953 1، وقد قدّم
ا لأستاذ سعد نقده بقوله (1):
" والأستاذ الناشر مع الأسف الشديد لم يحدّثْنا عن أيِّ أصولٍ تلك
التي نشر عَنها قصتي ابن سينا وابن طفيل كما تَقضي بذلك اساليب النشر
العلمية، وقد اَسَفنا بحق أن تخرجَ هذ 5 النشرة مليئةً بالأخطاء والسقطات،
التي تتسع أحياناً إلى ما يقربُ من صفحةٍ كاملةٍ، مما يستحيلُ معه المعْنى
وينغلِقُ، ويسيء إساءةً با لغة إلى الفيلسوفين الكبيريْن ا بن سينا وا بن طفيل.
__________
(1) مجلة الأزهر، رمضان 372 ا هـ، ص 128 1.
155

الصفحة 155