كتاب أحمد أمين مؤرخ الفكر الإسلامي

ومضى الكاتب في سرد ما لاحظه من الأخطاء، فاستغرقَ ذلك سبعَ
صفحات من مجلة (الأزهر)، حَوت اثنين وأربعين نقداً، كفُها في رأص!
صائب.
والأستاذ سعد من كعاب مجلة (الثقافة)، وقد تحدث عن أحمد
أمين على صفحاتها بما ينبى عن فضله الكبير، وكان عليه حينئذ أن يخفف
من قسْوته التعبيرية في اَخر المقال، لأنّه أدرى بطروف علاَّمة أقعده المرض
عن البحث، ولكن روحه العلمية تتوثّب بين أضلعه ملتمسةً بذل الجهد
العلمي قدرَ المستطاع، ولا ادري لماذا لم يختر المحقق الفاضل تلميذاً
مساعداً من كبار تلاميذه، وقد أصبحوا أساتذةً كباراً في حياته، ليقومَ عنه
بما قد يندّ عن مقدرته! كما فعل في تحقيقات كثيرة، ولكن هذا ما كان!.
ومن الجدير بالذكر أن قصة (حي بن يقطان) لابن طفيل، قد طبعت
بعد ذلك طبعات منقحة متقنةً لأكثر من باحث مفضال، فأصبح النمنُ
محزراً صحيحاً يمتعّ القارئ ويُغذيه!.
(وبعد) فهذا ما أمكنَ ان نقوله عن (أحمد أمين) في ظل منهج
مرسوم قامت به دار القلم ورأينا التزامه.

د. محمد رجب الببومي
156

الصفحة 156