طه حسين، على حين تأثَم الدكتور احمد امين لهذا الصدع غير المنتظر،
ئم استقال الأستاذ من العمادة حين وجدَ وزير المعارف يصدر قراراتٍ
تتعلق بهيعة التدريس دون الرجوع إلى مجلس الكلية، وقال كلمته
المشهورة: "أنا أكبر من عميد، واقل من أستاذ".
وقد عُدَ الأستاذ أحمد أمين فترة العمادة فترةَ إجدابٍ فكوي، وقحط
تأليفي، لأنها صرفته عن بحوثه المنتظرة في تاريخ الحركة العقلية حيناً من
الدهر، وحين حاول اتصال ما انقطع وجد في بادى الأمر صعوبةً شاقة
ذئَلها بالعمل الدؤوب!.
وبعد رجوع احمد امين أستاذاً بالكلية، انتدبه وزيرُ المعارف مديراً
للإدارة الثقافية بالوزارة، وهي إدارةٌ تعمل دون خطةٍ مرسومة واضحة،
فاختصاصُها لا يمنعُ الكسولَ من الكسل، ولا العاملَ من الجدّ.
وفي إدارته هذه جاءته فكرة (الجامعة الشعبية) حيث رأى أن للشعب
حقه في التعليم، وليس بضرورقيً ان يكون للدراسة سُلَّمٌ يبتدى بالمدرسة
الابتدائية، مروراً بالثانوية، حتى تصل بالطالب إلى الجامعة، فما المانع
من أن تكون الجامعة الشعبية ميدانا لكل من يحسث الارتواءَ العلميئَ، مؤهّلاً
او غير مؤهل، دون تقييدٍ بسن ولا امتحان، على أن تكون المحاضرات
شاملةً لما يهتم المجتمع العربي سياسياً واقتصادياً وأدبياً، وهو مشروعٌ
جيد، واصلَ الأستاذ بحثه مع مرؤوسيه في الادارة الثقافية حتى أخرجَه
إلى حيز الوجود.
وقد تطؤَر فيما بعد إلى ما سُمِّيَ بقصور الثقافة.
والحق أنَّ هذا التطوير لم يؤدِّ ثمرته المنشودة التي قدَرها الأستاذ
أحمد أمين.
16