كتاب أحمد أمين مؤرخ الفكر الإسلامي

لسعد زغلول!، وانه ادَى كثيراً من الخدمات إلى الوفد وزعيمه، بل إ ن
الزعيمَ كان يستنير برايه عن الحالة في مصر، مما يجعلُ أحمد امين في
مقدمة الطبقة المثقفة الوفدية المخلصة لمبدئها، وهذ 5 الأعوام الخمسهْ
التي مزَت قد سجَلت أحداثأ جسامأ، فهذا الأستاذ عاطف بركات قد رجَع،
ولكن لا إلى مدرسة القضاء الشرعي، بل إلى وكا لة المعارف، وهي وظيفةٌ
أجل شأنأ واكبر خطراً من وظيفة ناظر مدرسة القضاء الشرعي، وهذا ا لوفد
قد وُئي الحكمَ مرتين فراحت وجوه قديمة، وجاءت وجوه كثيرة، وولّي
الوظائف كبيرها وصغيرها، مَن عُرف بالوفدية من كبار الموظفين ومن
غيرهم. .
اما صديقي احمد امين فقد وجدْتُه مغموراً في ركنٍ مهجور من
وظائف القضاء الشرعي، حيث كان منذ خمسة أعوام، لقد رجع أستاذُه
وصديقه الحميم عاطف بركات إلى مناصب الحكومة الكبرى، وكان
يستطيع ان يعوَضَ الرجلَ بعض ما عانى في سبيل وفائه له، وفي سبيل
الجهاد عن المبدا والكرأمة، ولكنه لم يفعل شيئأ!.
ووَلِيَ الوفدُ الحكمَ مرتين، وفي كل مرةٍ كان يستطيع ان يجزيَ
أحمد امين خيرَ الجزاء، إن لم يكن من أجل إخلاصه لوطنه، فمن أجل
وفدئته الخالصة من الدغل، ولكنَ الوفد لم يفعل شيئاً! هذا عجبي الأول!.
أما العجب الثاني فمِن صديقي أحمد أمين نفسه، قابلني بعد عودتي
متهفَلاً باشاً، يحدثني عمّا تعاقب على مصر من احداثٍ أثناء غيبتي، وعما
خطَت مصر في جهادها المقدس من مراحل، وهو مبتهجٌ راضٍ بما تتم، ثم
آمل للمزيد في المستقبل، وكأنه يروي تاريخاً مجزَداً ليس له شأن فيه،
ولا لشخصه دخلٌ في حوادثه، لم يذكر لي إلاّ لمامأ- وهو يستطرد-
19

الصفحة 19