كتاب أحمد أمين مؤرخ الفكر الإسلامي

الخُلقي في صفحاتٍ كثيرة من (حياتي) وتلخيص ذلك مما يطول، ولكني
اُوجزُ ما ذكره في سطورٍ من مقالٍ نشرَهُ في (فيض الخاطر) قال فيه (1!:
"كان من اكبر ما أثر فيئَ، اتصالي بعاطف باشا بركات، ناظر
المدرسة، فقد كان رجلاً عادلاً، حازماً شجاعاً، لا يخشى في الحق لومة
لائم، وساعدني على الاقتباس منه أنه اختارني لأكون مُعيداً له في دروس
الأخلاق، وكان يدزَسها من الكتب الإنكليزية، فحثب إليئَ ان أتعلمَ اللغة
الإنكليزية، لأطلعَ على ما كتبه الإنكليز في الأخلاق، وكان اتصالي به في
الأخلاق يحيج لي فرصةَ الاختلاط به في الدروس وفي البيت وفي العِزْبة،
وكان خار! الدرس يعلِّمني في كل شيء، في الدين، وفي أخلاق الناس
في مصر، وفي تجاربه في الحياة، مما ألقى لي ضوءًا لم أكنْ اعهده من
قبل، وظل يلقي عليئَ جمل دروس الأخلاق شيئاً فشيئاً حتى استقللتُ به،
ولذلك لفا مات حزنتُ عليه حزني على أبي، إذ كان هو أبي الروحي ".
لقد صار هذا الرجل وكيلاً لوزارة المعارف، وهو يعلم أنَّ أحمد
أمين قد فُصل من مدرسة القضاء بسببه وأُجْبرَ على الانتقال إلى القضاء
مغضوبا عليه، فلِمَ لَمْ يُرجِعْهُ إلى مثل مكانه؟.
إنَّ الذي يمنعُ ذلك خُلُقُ عاطف الصارم الذي تحدَّث عنه أحمد
أمين أيضاً في (فيض الخاطر) فقالى (2!:
1 - أراد الخديوي عباس ان يُعطي احدَ المدرسين بالمدرسة درجةً
ماليةً أعلى من درجته، وأوفد إلى اعضاء مجلس إدارة المدرسة بذلك،
فكفُهم قَبِلَ نزولاً على إرادة الخديوي ورغبةً في المسالمة، ولكن عاطفاً
(1)
(2)
فيض الخاطر: 9/ 92 1.
المصدر السابق: 0 1/ 13 1 - 4 1 1.
21

الصفحة 21