كتاب أحمد أمين مؤرخ الفكر الإسلامي

رأى أنَ غير هذا الأستاذ أحق منه، وفي إعطائه الدرجة ظلمٌ لاَخرين، فأبى
وأصرَّ على الإباء، ووضعَ نفسَه والمدرسة في أزمةٍ مع ناظر المعارف ومع
السراي.
2 - ومثَلى الدورَ نفسه مع سعد زغلول، إذ كان عاطف وكيلَ وزارة
المعارف، ولسعدٍ زعيم الامة كل السيطرة على شؤون البلاد، ومصالج
الحكومة، فطلب سعدٌ منه أن يقبل ابن (حمد الباسل باشا) في مدرسةٍ
ثانوية، وكانت سئه تتجاوز السن القانونية بأشهر، فابى عاطف، وقال:
"إما أن نغير القانون، ونقبل كل أمثاله، وإما أن نرفض الجميع "، وغضب
سعد من ذلك كلَّ الغضب، فلم يبالِ به.
3 - أراد ناظرُ المعارف أحمد باشا حشمت ان يعيق مدرساً للخط
في مدرسة القضاء، فاختار مدرساً من احسن الناس خطّاً، وأحسنهم
خُلقاً، ولكنَّ عاطفاًابَى، لأنَّ قانون المدرسة يجعل اقتراح التعيين من حق
مجلس إدارة المدرسة، وليس من حق ناظر المعارف، إذ ليس له حق
الترشيح، ولكن حق القبول أو الرفض، وكانت أزمة، اضطر بعدها ناظر
المعارف إلى الركون إلى ترشيح مجلس المدرسة! وأصابت المدرسة عنتاً
شديداً من الوزير ".
هذا الرئيس الملتزم الصارم، يعرفُ انَ احمد أمين قد عُزل بسببه،
ولكئه يعرف ان أحمد أمين هو زوجُ إحدى قريباته، كريمة المستشار
عبد الوهاب بك فهمي، وهو الذي زؤَجه إياها (1)، وهو بشعوره الخاص
يتوهم انه يُعتبَر متحيزاً له إذا أعاد إليه حقه! وهو شعور بالغ المغالاة، لأنه
لا يعطي المظلومَ اكثر من حقه، بل يتركه مظلوماً.
(1)
أحمد أمين بقلم ولده (حافظ أحمد أمين)، ص 63.

الصفحة 22