كتاب أحمد أمين مؤرخ الفكر الإسلامي

الدين، فالدين عُرِفَ بالعقل، ولا بدَ من اجتهادٍ يعتمد على الدين والعقل
معاً، حتى نستطيعَ أن نواجهَ المسائلَ الجديدة في المدنية الجديدة،
ونقتبس منها ما يفيدنا، لأنَّ المسلمين لا يستطيعون أن يعيشوا في عزلةٍ،
ولا بذَ أن يتسفَحوا بما تسلَّح به غيرهم، وأكبرُ سلاحٍ في الدنيا هو العلم،
وأكبرُ عمدةٍ في الأخلاق هو الدين، ومن حُسْنِ حظ المسلمين ان دينهم
يشرح صدرهم للعلم، ويحضقُ عليه، وللعقل ويدعو إليه، وللأخلاق
الفاضلة التي تدعو إليها المدنية الحاضرة ".
3 - اَراؤه ومحاوراته العلمية:
أ - اَراؤه:
ندعُ ما كتبَه الأستاذ أحمد أمين عن الثقافة الإسلامية إلى مكانٍ
اَخر، حين نحفَل كتبه العلمية تحليلاً يكشف عن جوهرها الثمين، ونتحذَث
عن مقالاته الإصلاحية التي تناثرت في المجلات، داعيةً إلى النهضة
العلمية، فهي بمجموعها تعطي تصؤُراً قوياً صحيحاً عن ا لإسلام في حقيمّته
الصادقة، وتدعو إلى عودة عهده الزاهر بما يجب من عملٍ دائبٍ وفهمٍ
صحيح، لذلك كان كلُّ-ما دعا إليه من شؤون الإصلاح مستظلاًّ براية
ا لإسلام ومستندأ إلى الدليل.
معنى التوحيد:
ومن أبرز ما كزَره الأستاذ في مقالاته فهمُه الصحيح لمعنى كلمة
الا إله إلا الله) حيث غفل الكثيرون عن هدفها القوفي في صلاح الأمة
ا لإسلامية، وارتقائها الحتمي، لأن معناها أن ما سوى الله عابدٌ لا معبودٌ،
فلا يصخُ الخضوعُ لبشرٍ على الإطلاق، لأنه ذو امتياز، بل لائه يدين
25

الصفحة 25