كتاب أحمد أمين مؤرخ الفكر الإسلامي

بدعوى انهم شيوخٌ متعصّبون، فلفا كتب الدكتور أحمد أمين نقدَه اللادع،
عرفتْ هذه الذيول أنَّ الزمامَ قد أفلتَ من أيديها، وانَ أمثال أحمد امين
ومحمود أبي العيون وعبد الحميد سعيد إذا هاجموا فبالمنطق المُفحِم،
والشاهد الملجِم.
وقد قال أحمد أمين فيما قال ناقلاً من كلام المبشرين انفسهم:
"إنَ أهدافَ المدارس والكليات التي تُشرِفُ عليها هذه البعثات،
هي التنصيرُ، حتى إن الموضوعات التي تُعفَم فيها، كالجغرافية والتاريخ
تحمل معها اَراءَ النصرانية، وإنَ التعليمَ أنفعُ وسيلةٍ يستغفُها المبشرون
لتنصير الأفراد، فقد اشترطوا في مدرّسي هذه المدارس ان يكونوا مسيحيين
ما أمكنَ، لأنَ دينَ المعفم يؤثر ولو من طريقٍ خفيئ في تلاميذه، ولذلك
تحتفط هذه المدارس ما امكن بوضعٍ منهجٍ خاص يُحقَق أغراضها،
ولا يسيرُ على مناهج البلاد، إ لا إذا اضطُرت إلى ذلك اضطراراً.
ومن مكرهم أنهم رأوا ان يوخهوا أكبرَ هفهم إلى تعليم البنات،
فأنشؤوا لهن المدارس الخاصة، علماً بأنَ البنات سيكن أمهات، فإذا كن
قريباتٍ من النصرانية أثرنَ في أولادهنّ، وإن الأمم الحية الحريصة على
توحيد كلمتها، وتوحيد اَمالها تصبُّ أبناءها في قالبٍ واحد، حتى يكونوا
متفقين متساندين.
أما هذه المدارس فتجعلُ ابناء البلاد شيعاً، كل طائفةٍ تصطبغُ بصيغةٍ
خاصة، وإذ ذاك تتضاربُ الميول، ويكون أبناء البلد الواحد بعضُهم أعداء
بعض، وفي ذلك من الفساد ما لا يخفى " (1).
(1) فيض الخاطر: 0 1/ 52 1.
31

الصفحة 31