كتاب أحمد أمين مؤرخ الفكر الإسلامي

دعوته إلى الاجتهاد في التشريع:
وللأستاذ مقالاتٌ شتى في الدعوة إلى الاجتهاد في التشريع، وهي
مقالات وجدتْ صداها، لأن الأستاذ لم يكن واحداً في هذ 5 الدعوى، بل
كان تلاميذُ (الإمام محمد عبد 5) وهم صفوةُ اعلام الفكر الإسلامي قد
بدؤوا خطوات ا لاجتهاد، فوُفِّقوا إلى نتائج شافية، وقد قامت مجامعُ الفقه
والبحوث الإسلامية في العالم الإسلامي بما يعدُّ ثروةً ثمينةً لمن أراد أ ن
يجدَ البحث المستنير، كما قام الأصلاء من أسا تذة كليات ا لشريعة والحقوق
ببحوثٍ مستفيضة غمرت المكتبةَ الفقهية بسيلٍ منهمر.
ولكني أقفُ حائراً أمام قول الأستاذ أحمد امين: "ولوِ كان
مصطفى كمال قد رأى من علماء المسلمين مرونةً واجتهاداً ما التجا إلى
القوانين ا لأوروبية ينقلها بحذافيرها، من غير مراعاةٍ لوطنه " (1)، لا! حركة
التجديد الفقهي قد بدات في تركية قبل خمسين عاماً من عهد أتاتورك،
وظهرت (المجلة العدلية! في عدّة أجزاء متوالية تضعُ المواد الفقهيةَ في
ثوبها الجديد، وتفسحُ للتجديد الفقهي مكانه المستريح، ولكن أتاتورك
كان كارهاً لكلّ ما ينتمي إلى التراث الإسلامي كراهةً عمياء! وقد طاردَ
فقهاء الدولة مطارد! منكرة، فهاجروا إلى مصر والشام والهند اسفين.
ب - محاوراته مع معاصريه:
أُفردُ هذ 5 الفقرة للحديث عن نقاشٍ علمي زاوله الأستاذ أحمد أمين
مع نفرٍ من حملة الفلم في عصر 5، لاري القارى مثلاً للموضوعية البريئة
(1) فيض الخاطر: 0 1/ 1 22.
32

الصفحة 32