معروف، فلا ضيرَ في ان يسهمَ بسوقة رجلٍ بعينه، وهو لم يسوقْ منه بل
سرق من رجالٍ آخرين.
ومضى العقاد يتحدَث عن الماَخذ. بهذا الضرب من التخريج،
مما اراه ذكاءَ عقلٍ فحسبْ لا حجةً بالغة.
2 - مع زكي نجيب محمود:
ومحاورةٌ ثانية، كان الدكتور زكي نجيب محمود أحدَ طرفيها مع
الدكتور أحمد أمين، حيث كتبَ الاول مقالاً ينعَى فيه على المحققين
للتراث العربي اهتمامَهم بنشر المخطوطات، إذ رأى أنَّ الفكرَ الأوروبي
أجدرُ بالذيوع والترجمة من مؤلفاتٍ مضى زمنها! وقد قال فيما قال (1):
"الكتابُ القديم المبعوث من قبره هو كالكزَاسة القديمة نعثُر عليها
تحت الأثاث المخزون، ونتصفَّحها فنجدها أثراً جميلاً من اثار الطفولة،
فهي الكراسة التي كنا نكتب فيها الحسابَ او الإنشاءَ ونحن في المدرسة
الأولية، فنبتسم لها ابتسامة الإشفاق، ونمسحُ عنها التراب، ونضعها في
ركنٍ من خزانة الكتب احتفاظاً بذكرى يومٍ مضى، ولكنَّ الأمرَ ينقلبُ
جنوناً إذا جعلنا هذه الكراسة بعد ذلك شعُغلنا الشاغل، نقرأ فيها قراءةَ من
يتوفَمُ الجذَ في عمله. . . ماذا يكون مصيرُ الأجيال الجامعية الناشئة حين
تتلفتُ في عالم الكتب العربية، فلا تجدُ على رفوفها إلا الهياكلَ العظمية
التي أخرجناها من قبورها، ولففناها بورقٍ أبيض ناصع، وقلنا هاكمُ
الأزاهوَ النضوة، فاملؤوا حْياشيمكم بشذاها. . وهكذا سيمضي الغربُ
في طريقه، وسنمضي، هو يشتغلى بتفتيت الذزة، ونحن نعبث بتشقحق
(1) مجلة الثقافة: 27/ 8/ 951 ام.
35