كتاب أحمد أمين مؤرخ الفكر الإسلامي

الشعرة، سيمضي الغرب في طريقه وسنمضي، هو يحاولُ الصعود إلى
ذُرى السماء، ونحن نحفر الأجداث لنستخرجَ الزَمَمَ ".
هذا بعضُ ما قاله الدكتور زكي! والرجلُ يذَعي أنه حارس المنطق
في عصر 5، فما بالُه يلجأ إلى التشبيهات الخيالية المموهة، ليبنيَ عليها
حخته! فقد شثه كتب التراث بكزَاسات الأطفال تارةً! وبالهياكل العظمية
تارةً! وبنى حخته السوفسطائية على التشبيه!.
وقد يمْول له قائلٌ: إن الذي وجدناه لدى كتب الأجداد دُرَرٌ مضيئة
أو ذهبٌ متوهج، ويمضي في التشبيه ليح! ن كُتب التراث! وبذلك يفقد
الكاتبُ منطقَه لدى الحجة، ويتركُ الحقائقَ ليسبحَ في الخيال الموهوم!
وما كان الظن بالرجل الذي كتبَ صفحاتٍ في قيمة اللفظ وتحديد معنا 5،
ان يجعلَ أسلوبَه خطابياً رجراجاً تُمسكه فلا ينضبط.
وقد كان الدكتور أحمد أمين على حق حين فزعَ من هذا المنطق
الخاطئ، فعارضه او هدمَه بمقالٍ صائبٍ قال فيه (1) بعد مقدمةٍ جيدة تمفد
للموضوع:
"الذي أعرفُه من قديمٍ أنَّ الدكتور معجبٌ بالمدنية الغربية لا إلى
حدّ، ناقمٌ على التراث العربي لا إلى حد، ولكن ما رايُه في أن الغربيين
انفسَهم أشَسوا نهضتهم على المدنية اليونانية والرومانية، ولم يتركوا
صغيراً ولا كبيراً منها، ولا قيماً ولا تافهاً إلا فعلوا فيه ذلك، حتى طبّهم
وكيمياؤهم وطبيعتهم، علماً بأن التافه في نظرهم قد يكون غير تافهٍ في نظر
غيرهم، بلْ ما رأيه في أن المستشرقين أرادوا أن يفهمونا، فنشروا أصولَ
(1) مجلة الثقافة: 3/ 9/ 951 ام.
36

الصفحة 36