كتاب أحمد أمين مؤرخ الفكر الإسلامي

الأدب العربي، ونحن مدينون لهم بأكثر الكتب العربية القديمة، بل ما تعفُقُ3
الدكتور بالمدنية الغربية، وجريُه وراءها، وتحبيذ 5 لكل ما تأتي به، كأتها
مدنية معصومة من الخطأ، مع أن فلاسفتَهم وعلماءَهم يقزُون بأنها مملوءةٌ
بالعيوب.
إن واجبَنا ان نؤلف الكتب الجديدة في فهم المدنية الغربية، ولكنَّ
واجبنا أيضأ ان نفهمَ أصلنا، وتراثَ اَبائنا، وليس جانبٌ منهما اولى
بجانب، وعندنا من الأدباء مدرسة تتبع القديمَ، واخرى تتبع الجديد
وثالثةٌ تأخذ من هذه وتلك، فلا لومَ علينا إذا حاولنا أن نفهمَ مصدر تلك
المدارس، وكما يُعاب مَن قَصرَ نظرُه فلا يرى إلا القديم، كذلك يعابُ
مَن قصرَ نظره فلا يرى إلا الجديد، وهؤلاء علماءُ الطب الغربيون الذين
يمخدهم الدكتور، يمخدون ابن سينا وقانونه، فلماذا لا نمجِّده مثلهم،
فهل يحل للغربيين تراثُنا، ويحرم علينا؟ أم هي النظرة المغالية التي تتحيز
ولا تعدل؟!!.
لقد كان الدكتور أحمد امين رفيقأ بصاحبه! وأنا أعلم أن مقالاتٍ
شتى كُتبتْ في الرد على الدكتور زكي، وكان حينئذٍ يتولَّى الإشرافَ على
تحرير (الثقافة)، فحالَ دون نشرها! أعلمُ ذلك لأني كتبتُ حينئذٍ مقالاً
يهدم فكرتَه، فلم أجدْ صدً ى لديه، مع انني كنت أنشر بالثقافة دون أن أجدَ
من يمنع!.
3 - مع الدكتور عبد الوهاب عزام:
أ - قضية العامية والفصحى:
لقد أفرَد الأستاذ أحمد امين بحثأ ذهب فيه إلى أنَّ العامة وهم أكثر
الأمة، وعصبُها الممتد في المزارع والمصانع والمتاجر لا ينتفعون باَثار
37

الصفحة 37