كتاب أحمد أمين مؤرخ الفكر الإسلامي

الكتاب المعاصرين، لأن هؤلاء يكتبون باللغة العربية الفصحى، وأولئك
لا يفهمونها، وبذلك تُطبع الكتب، وتُنشر المقالات، وتُلقى الأحاديث
بالمذياع، ولا يفيد ذلك العامة في شيءِ، لأن اللغة العربية اعلى من
مستواهم الفكري، ولا بدَ أن نكتب بلغةِ تتفق مع عقلياتهم، وتقرّب لهم
ما ينزح عن عقولهم من الأفكار.
ويرى الأستاذ أننا إذا أردنا النهوضَ بالمجتمع العربي في شتى بلاد
الأمة العربية، فعلينا أن نتَجه إلى تحسين عقلية الفلاح والعامل، ولا نقتصر
على العدد المحدود من طلبة المدارس، فإ نَّ الفلاح والعامل يمثلأن السواد
الأعظم، وهما يبحثان عن الزاد الثقافي فلا يجدان ما يستطيعان هضمه.
وإن الفرقَ بين اللغة العامية واللغة الفصحى قد أوجدَ فريقين
متنافرين في الأمة، فريقاَ يرتقي إلى الذروة وهو القليل، وفريقاَ يعيش في
السفح المنحدر وهو الكثرة الكاثرة، وتبعأ لذلك فلا بدَّ من وجود لغبما
سهلة بريئة من الإعراب، حيث تُسكَن أواخر الكلمات، ومتخفِّفة من كلّ
لفظِ لا يدركه العاميُّ بسهولةِ، وإذ ذاك يستطيعُ سامعُ المذياع أن يفهمَ كل
ما يلقى إليه، ويستطيع من يلئمُ بمبادى القراءة والكتابة أن يتلو ما أمامه
فيفهمه دون عسرِ، ومتى أتيحَ ذلك تعلَّم الشعبُ جميعه، وارتقى الذوقُ
والفكر والإحساس جميعأ من وراء هذا التعفُم، أما إذا انفصلت الفصحى
عن العامية هذا الانفصالَ المشاهَد، فلا أئر جديأ لاي إصلاح!.
هذه خلاصة ما كتبه الأستاذ أحمد أمين بالسنة السادسة من مجلة
(الثقافة (1)) وهو ما كان موضعَ اعتراضِ من الدكتور عزام حيث بدأ ردودَهُ
(1)
يراجع القارىْ الأعداد: 280، 282، 284 من مجلة الثقافة، السنة السادسة
944 ام.
38

الصفحة 38