بقوله: إنه يخشى ان يرى الأستاذ في ردود 5 المتتابعة ما يغضبه، ولكنه يعلم
أنه ذو اَراء كثيرة جداً، وأنّي لا أجادلُه إلا قليلاً، وربّما مضت الأعوام تلو
الأعوام ولا أتعرَّض له بنقد، ولكني أرى في مقاله عن العامية والفصحى
نز وعأ إلى الثورة الفكرية من أجل ا لإصلاح، والثورة إذا لابستْ ر أيأ أو بحثاً
عرَّضته كثيراً إلى التعشُف والمغالاة، واضطراب الصلة بين المقدمات
والنتائج، وإذا كان الأستاذ يرى أن هناك فروقاً بين أدبَي الخاصة والعامة،
فهذا موضعُ اتفاق، ولكنَّ دعوا 5 انَّ العامة لا نصيبَ لهم مما يكتب أدباؤنا
وشعراؤنا فتحتاجُ إلى تحديد، لأن العامة في القديِم والحديث لم يكونوا
على بُعدٍ من العربية الفصيحة، لأنهم يفهمون مواعظ المساجد، وأحاديث
المذياع، وما يُكتب في الجرائد اليومية، وكلها مدوَّنةٌ باللغة الفصيحة.
فالعاميُّ يفهمُ كلَّ ما يسمع إذا كان الموضوع قريباً إليه، والقران
والحديث وخطب المساجد والجرائد، تُقر أ على العامة فيفهمونها، إلا إذا
كان الموضوعُ أعلى من عقولهم، وأسمى من أفكارهم، ومنشورات
الحكومات العربية ممتب باللغة العربية الفصحى، ويفهمها الناس دون
مشقة.
أما ما أصابَ فيه الدكتور عبد الوهاب عزام المحزَ فقوله ما فحوا 5:
إن الذي جعل خلافاً كبيراً بين الناس في فهم اللغة العربية ليس اللغة ذاتها،
ولكئه الاختلاف في الفكر والثقافة، فهبْ انك كتبتَ الأدب العربي بلغة
العامة، حاوياً شجونأ من ألوان الثقافة الفكرية، فلن يقرأ 5 العامة، وإذا
قرؤو 5 لفظأ، فكيف يدركون ما فيه من دقائق تدو على إدراكهم، وتبعد
عن معارفهم، فليس الفرق اللغوي الذي ذكر 5 الأستاذ إلا مظهراً من مظاهر
كثيرة لحقيقةٍ واحدة، وهي اختلافُ الثقافة اختلافأ بينأ، وإذن فكيف يكون
التقريبُ في هذه الحالة؟ أيكون بنزول العلماء إلى جهالة الجقال، أم برفع
39