كتاب أحمد أمين مؤرخ الفكر الإسلامي

الجهّال! جهد الطاقة إلى ثقافة العلماء؟.
وتابع الدكتور عزام ردَ 5 بما يفيدُ ان الأستاذ أحمد امين كان جريئاً
جر أةً تدعو إلى العجب، حين دعا إلى اصطناع لغةٍ عربية خالية من ا لإعراب،
فتكون هي اللغة التي يجب أن نعتمد عليها في نشر التعليم بين العامة،
ويكتب بها الأدباء بعض رواياتهم، ويؤلف بها بعضُ المؤلفين الكتبَ
الشعبية، ويتحدَث بها المتحدِّثون في الراديو، والخطباء في خطبهم
الشعبية، وقد نسي الأستاذ أنَّ الإعراب هو الذي يحدِّد المعنى، وأن اَخر
الكلمات إذا كان ساكنأ سيحدث الاضطراب، ولذلك نجد النحاةَ في
الكلمات التي تُعرب إعراباً مقدَراً لا تظهر عليه الحركة يُوجبون أن يتقدَم
الفاعلُ على المفعول! في مثل قولك ضربَ موسى عيسى ليتعيَّن الفاعلُ
بالتقديم.
وإذا كان الإعرابُ من مصاعب اللغة العربية فهو من ناحيةٍ ثانية دليلٌ
على ارتقائها، لأنَّ الكمال! في هذا العالم قرينُ التركيب والتشعيب،
وكذلكم اللغات ترى فيها الساذجة التي يتفاهم أهلها بألفاظٍ قليلةٍ يسيرة،
تكفلها الإشارات، ولا يتبئن فيها اسمٌ من فعل، ولا ماضٍ من مستقبل،
ثم تجد بعد هذا تميزاً في الصنع والتراكيب.
واللغة العربية - فيما اعلم - أدو اللغات نصيباً من هذا الكمال!،
وأعظمها عنايةً بالتفريق بين المعاني المتقاربة، ومن ذلك كانت كثرةُ
قوانينها ودقتها، فهي لغةُ أوزانٍ ومقاييس، ولغةُ اشتقاقٍ وتصزُف 0
وهذا الإعرابُ من أعاجيب هذ 5 اللغة، وهل هو إلا إحساسُ اللفظ
بموقعه، وإحساسُ المتكفَم بمكانة اللفظ في نفسه؟ أليسَ الإعرابُ تفريقاً
في الجملة بين العُمدة من ألفاظها والفَضْلَة، وإعطاء الأول! حركةً قوية،
40

الصفحة 40