ثانياً: الحديث عن أشهر مؤلفاته
1 - فجر ا لإسلام
الحياة العقلية في الإسلام
قامتْ شهرةُ الأستاذ أحمد أمين الحقيقية على ما كتَبه من تاريخ
للحياة العقلية في الإسلام في سلسلته عن فجر الإسلام وضحاه وظهره،
لأنه فاجأ الناس بجديد في منهج البحث، وفي اسلوبه ونتائجه، فأبدى
وجهأ للكتابة التحليلية لعقل الأمة الإسلامية لم يبد من قبلُ على هذا النحو،
لذلك صارت هذه السلسلةُ عماد كل باحثٍ أتى من بعده، فقد انتشرت
كلئات الجامعة، وتهياَ أساتذتُها للكتابة في مثل ما تصدّى له أحمد أمين،
وأشهدُ أن روح الباحث الكبير كانتْ مسيطرة بوضوح على جُل (وأقول
جل عن ثقة علمية قوامها المشاهدة الملموسة) من جال مجاله في تاريخ
العقل، العربي، وقد يكون من بحوث المستشرقين ما أضاف الجديد في
هذا النطاق، وقد يكون من بحوث الخالفين ما انتفعَ بهذا الجديد فامتذَ
من حيث انتهى أحمد أمين خطواتٍ موفقةٍ قد يكونُ هذا وذاك، ولكن
أحمد امين كان في تاريخ العقلية الإسلامية بكتبه الرائدة يحمل مصباحاً
في طريق دامسٍ، أنار كثيراً من جوانبه، ومفد السير لمن اقتفاه.
وليبلغ أحمد أمين هذا الغرض في فجر الإسلام، قسّم كتابه إلى
سبعة أبواب ذات فصول متعددة، كل بابٍ يسلم لتابعه في نسق مطرد،
وكل فصلٍ يتدرج في هذه الأبواب يكؤن عضواً متماسكاً مع بقية اعضائه
51