كتاب أحمد أمين مؤرخ الفكر الإسلامي

وقد ردَ الناقدون على الدكتور طه حسين رأيه في اختلاف لغة اليمن
عن لغة قريش بما لا مزيد عليه (1)، فإذا كان الأستاذ أحمد أمين يرى
ما يرى الدكتور طه فلماذا لم يرد على من نقدوه وصححوا أخطاءه!.
الحق أن شغف أحمد أمين المفرط بالتعليل لكل ظاهرة يدفعه
أحيانأ إلى خطأ لا شك فيه، وقد وُجدْت ائارُ المناذرة والغساسنة فما وُجد
بها لغة خاصة، وقد ارتاع النعمان بن المنذر حين سمع مدح النابغة في
خصمه الغ! اني بقصيدته التي مطلعها:
كليني لهم يا أميمةُ ناصبِ وليلٍ أقاسيه بطيءُ الكواكب
وأحسن ذلك بعضُ ندمائه، فذهبوا إلى النابغة، وأخبروه بتقدير
النعمان له، وحنينه إليه، فاستجاب لهم، وقدم مادحاً إيّاه بقصيدة شفت
غل صدره، وكان لها دوفيٌ بالخَوَرْنَق، أفيكون النابغة حنيئذ يتحدّثُ بغيرِ
لغةِ القومِ؟!.
ويلي ذلك حديثٌ قيّم عن طبيعة العقلية العربيّة، حيث عرضَ
ا لأستاذ لثلاثةِ آراء شائعة عن العرب، رأيٌ شعوبيّ، يرى العربَ دُون الأمم
جميعها من الأعاجم، فكلها ذات ملوكٍ وفلسفة وصناعات شتى، وليس
للعرب قبل الإسلام من ذلك شيءٌ، ورأيٌ يزعم للعرب كلَّ فضيلة
مشكورة، ويُنرههم عن كل رذيلة منكورة، وراي يرى انّ العربيئَ متوحش
(1)
اشهر هذه الردود (نقض كتاب في الشعر الجاهلي) للسيد محمد الخضر حسين،
و (الشهاب الراصد) لمحمد لطفي جمعه، و (نقد كتاب في الشعر الجاهلي)
لمحمد فريد وجدي، و (تحت راية القرآن) لمصطفى صادق الرافعي، و (مصادر
ا لشعر ا لجاهلي وقيمتها ا لتاريخية) للدكتور ناصر ا لد ين ا لاسد. (ا لنا شر)
54

الصفحة 54