كتاب أحمد أمين مؤرخ الفكر الإسلامي

تخطئة وتصويب:
نعرف أن للمجتهد المُخلص أجرَ 5، اخطأ او اصاب، وقد كان
احمد أمين رائداً في حقل الدراسات الإسلامية، فاهتدى إلى صراطٍ
مستقيمٍ، سار عليه خالفُوه تابعين، ولا بدّ للرائد من ان يجانبه الصواب
في بعض خطواته الواثبة، فيحتاج لمن يناقشه بروح التقدير، مراعياًاَداب
البحث والجدل.
وهذا لايُعيب البحث في شيءٍ، لأن لكلِّ مؤلفٍ موضعاً للمؤاخذة،
ولم يُخل كتاب ما غير كتاب الله من نقدٍ يوجَّه إليه، ولكن الأسفَ كل
الأسف، حين نرى بعض الناقدين يترك القول ويتحدّثَ عن القائل رامياً
إياه بنقائص لا حقيقة لها، وقد يتورط فيزعم أن أحمد أمين عون للاستشراق
في نشر أباطيله، وهذا هو الجحودُ بعينه، لأنّ قارئ فجر الإسلام وضحاه
وظهره يرى من اَراءِ الكاتب الكبير في صدّ هجمات المستشرقين ما يُحمد
لصاحبه، وليعلم كل من يتصدى لاَراء العلماء الأفاضل من طراز احمد
امين، أنّ الإسلام عزيزٌ جداً على كل مسلم، وأنّه لا يجوز لأحد ما أ ن
يدّعي أنه اكثر حميّة للإسلام من غيره، فذلك غرور ينكره الإسلام نفسه،
فلنترك هذه الطفولة العابثة في النقد، ولنواجه الرأي دون مساس بصاحبه،
لا سيما إذا كان من المشهود لهم بالإخلاص العلمي.
لقد كتب أحمد امين فصولاً جيدة عن الحديث وتدوينه، والوضع
واسبابه، لم تعدمْ النظر المخالف في القليل منها، وقام الكُفاةُ من أهل
الحق أمثال محمد أبي زهرة، ومحمد يوسف موسى، ومصطفى السباعي،
بتصويب ما يحتاج إلى تصويب، في لغةٍ بريئة وادب عفّ.
وقد قرأ أحمد أمين ما كتبوا، وخصّهم بالثناء، لا! الحقيقة بنتُ
البحث.
60

الصفحة 60