وبعضُهم كان سليم النية، يجمع كل ما أتاه على أنه صحيج، فيحدَثُ بكل
ما سمع، فيأخذه الناسُ عنه مخدوعين بصدقه، كالذي قيل في عبد الله بن
المبارك إنه ثقةٌ صدوقُ اللسان. ولكنه يأخذ عمن أقبلَ وأدبرَ".
هذا نصّ الاستاذ في (فجر الإسلام)، وقد عارضه الدكتور مصطفى
السباعي، فبيّن خطأيْن في هذه العبارة.
الخطأ الأولى: انَ الوَضّاعَ في الحديث هو من ينسبُ إلى رسولى الله
ع! ي! قولأ لم يقُله وهو يعلم، أمّا سليمُ النية فليس من الوُضّاع حتى يتحدّث
عنه المؤلف بهذه الصفة.
والخطأ الثاني: أئه جعلَ ابنَ المبارك من المحدّثين ذوي الغفلة،
الذين لا يفزقون بين الغَثّ والسمين، وابنُ المبارك ليس كذلك، فهو من
الأوائل الذين عُنوا بنقد الرجالى، ولم يُروَ إ لاّ عن الثقات من الشيوخ.
وفي كتب الحديث التي سردها ا لأستاذ السباعي ما ينطِق بذلك.
اما كيف وقع الأستاذ أحمد أمين في هذا الخطأ، فقد اوضح الناقد
الحصيف أن - أحمد أمين قرأ في (صحيج مسلم) هذا النص " حدثني قهزاد
قالى: سمعتُ وهبأ يقولى عن سفيان عن ابن المبارك قالى: بقتة صدوقُ
اللسان، ولكنه يأخذ عمن اقبل وأدبر" فابنُ المبارك يتحدّث عن محدَثٍ
اسمه (بقيةُ بن الوليد الحمصي)، فنسي الاستاذ أحمد أمين كلمة (بقيّة)
وظنّ الحكم راجعأ إلى ابن المبارك، فأسند إليه ما هو بريءٌ منه، لانّ ابنَ
المبارك من المحدثين الثقات " (1).
2 - جاء في (فجر الإسلام) ص 267: ان البُخارقيَ على جليل
(1)
مجلة (الرسالة) - العدد - 367 - ه 1/ 7/ 0 4 9 1.
64