2 - ضحى الإسلام
ما عسى أن أقولَ - والحئزُ محدود - في ثلاثة أجزاء كبار، يحدثُ
جزوْها الأول عن الحياة الاجتماعية والثقافات المختلفة في العصر
ا لعباسيّ ا لأ ول، ويتحدّث جزوْها ا لثاني عن نشأة العلوم وتطورها في العصر
العباسيّ ا لأول، ويتحدث الجزء الثالث عن الفِرَقِ الدينية من معتزلةٍ وشيعة
ومرجئة وخوارج مع الإلمام بتاريخهم السياسي وطابع أدبهم الفنّي.
لقد أراد المؤلف بهذه التسمية الاعتبار الزمني لتدرجّ الفكر العلمي
من عصرٍ إلى عصر، ولكثه في الوقت نفسه قد اعطى أكبر مدلولٍ علمي
حين تحدثَ عن الفجر في النشأة العلمية الأولى، وعن الضحى في النشأة
العلمية الثانية. وهذا يكفي لإعطاء القارئ صورة كلية لما هو مقبل عليه
في تتابع هذه الفصول المزدحمة في ثلاثة اجزاء كبار.
وقد وُفق الاشتاذ أكبر توفيق في تحديد الصعوبة الشاقة التي واجهها
في تحليل العقلية العربية في الصدر الاول من العصر العباسي، حيث قال
وما أبدعَ ما قال:
"لعلَّ أصعبَ ما يُواجه الباحثُ في تاريخ أمّة هو تاريخُ عقلها في
نشوئه وارتقائه، وتاريخ دينها وما دَخَلَهُ من اراء ومذاهب، ذلك انَ مدارَ
البحث في المسائل المادية وما يشبهها واضح محدود، أما مدار البحث
في الفكرة، فإذا حاولت أن تعرف كيف نبتتْ؟ وكيف نمت؟ وما العواملُ
67