زميل ا لأستاذ بكلية ا لآداب حيث يقول بهذا الصدد (1):
"أما في الفصل الرابع والخامس (من ضحى الإسلام ب 2) فقد
تكلّم الأستاذ عن الحديث والتفسير والتشريع، ومنْ أجدرُ من الأستاذ
أحمد أمين بتوفية هذه البحوث، والقيام بواجب تحقيق هذه المسائل،
وهو ابن بجدتها، وأبو عُذرتها، ولا يُرضيني في الكشف عن محاسن
هذين الفصلين إلاّ أنْ اشير على القارئ بقراءتهما، وارغبُ إليه في
دراستهما، حتى يتذؤقَ جمال حقائقهما بنفسه، ويقف على بديع تنسيقهما
بدرسه، إذ هما يقعان فيما يقربُ من مئة وخمسين صفحة من الكتاب،
والكتاب كله في ثلاثمئة وخمسين صفحة، فجزى اللّه الأستاذ عن الحديث
والقرآن خير الجزاء".
وجاء الفصل السادس خاصّاً بالأدب في صميمه، وباللغة في
أصولها، فقد بحث الأستاذ علومَ الأدب بحثاً هادئاً عميقاً، واهتدى إلى
حقائق لم يسقها في ثرئرة صاخبة كما نعهد لدى من يحاولون تضخيم
أنفسهم، إذ يحسبون أنهم على شيء، والكمال الخلقي إذا صاحب
البحث العلمي فقد اينع الثمر، وطاب جناه.
وفي الختام جاءَ فصْل التاريخ والمؤرخين وهو فصل يتحدّث فيه
زميلٌ لاحق عن زملاء سابقين، وقد قاسمهم العطف، ومنحهم النقد الهادف
في تقدير جم، ووقوف عند الملابسات والظروف، وإذا أبدى ما يشم منه
رائحة التخطئة، فإنه يشبعه بما يخفف وقعه، كما فعل مع ابن إسحاق حين
اعتذر عنه لما جمع من شعر موضوع لم تثبت صحة روايته تاركاً جانب
النقد لعلماء الأدب، وليس منهم!.
(1)
مجلة الرسالة، السنة الثالثة: / 935 1.
73