كتاب أحمد أمين مؤرخ الفكر الإسلامي

المدنية الحديئة أحسن ما وصلت إليه في تنظيم الحكم، على أساس
الشورى التي تتفق وتعاليم الإسلام، ويأخذ خير اساليبها في نشر العلم
وتنظيم الحياة الاقتصادية في البلاد، ويُراعي في ذلك مستوى الأمة
وقدرتها على الامتصاص، ويلتذّ من العذاب ما يصيبه في هذا السبيل،
لأنّه ربط الإصلاخ بعقيدته الدينيّة، ومن أجل ذلك كان هادئاً مطمئناً
مستبشراً حتى وهو في منفا 5".
والقولُ في (جمال الدين) - وقد تلا مدحت باشا - فسيح متشعب،
والقارى يعرف الكئير عن جمال الدين الا! غاني، وقد أحسن الأستاذ
احمد أمين تلخيص أهداف السيد جمال الدين الأفغاني حين قال عنه (1):
" أراد ا لسيد أن يدعو إلى إ صلاح ا لمسلمين دينيأواجتماعياً وسياسيأ،
وإذا كان الإسلام تمتزج فيه العقائد بالنظم الاجتماعية والسياسية كانت
دعوة السيد شاملة للمناحي الئلائة، وكان المئل الأعلى له حالة المسلمين
في عهد الخلفاء الراشدين من حيث العقيدة والصفات الخلقية والنظام
السياسي، فيرى أنهم كانوا موخدين حقأ، مُعْتزين بدينهم، لا تفرقهم
المذاهب والنحل، مترابطين برباط الأخوة، يبذلون أعزّ شيء في سبيل
عقيدتهم وعزهم، ينشرون بينهم العلم ما استطاعوا، ويأمرون بالمعروف،
وينهون عن المنكر، ئم دخل الفساد عليهم من خمسة أبواب، من عقيدة
الجبر، والخطأ في فهم القضاء والقدر، حتى صُرفت النفوس عن الجد في
الأعمال، وممّا أدخله الزنادقة على تعاليم الإسلام في القرنين الثالث
والرابع، فجعلوا المسلمين شيعاً و أحزابأ، وأضعفوا قؤة الدين بما ادخلوا
من تعاليم فاسدة، وممّا احدئه السوفسطائية من أفكار، ومما عمله كذبة
(1) ز عما ء ا لإ صلاح، ص 83.
81

الصفحة 81