كتاب أحمد أمين مؤرخ الفكر الإسلامي

و (أم القرى) بما يدل على أنّه استبطنَ الكتابين استبطاناً كان بالغ الصدى
في ن! ممه، وكلام الكواكبي في حينه قد كان شيئاً جديداً، لا يُسمع إلا من
أناس يعدّون على الأصابع مثل (جمال الدين الأفغاني) و (محمد عبده)
فكان يُقابَلُ بالاستغراب عند الجمهرة القارئة التي ألفت الطاعة والامتثال،
وفهصت فهماً مخطئاًالمراد من قول الله عزَّ وجل: " أَطِيعُوأ اَدئَهص وَأَطِيحُوأ اَلرًسُولَ
وَأوْلى اَ! ضَي مِبئُ" أ النساء: 59)، ففسّرت طاعة وليئ ا! مر على أئها الطاعة
العمياء، ولو واصلت قراءة الاَية الكريمة لفطتت إلى قول اللّه عز وجل:
" فمان نَنَزَعْنم فِى ثَىْ ش فَرُدوهُ إلَى اَدئَهِ وَاَلرسُولِ إن كنُغ تُؤمِنُونَ بِاَدئَهِ وَاَليَؤمِص اَ ي! خِرذَ لَكَ خَئر
وَأخسَنُ تَأوِدلا" أ ا لنساء: 9 5).
وقد سطر الكواكبي كتابه ليُعلن أن الإسلامَ يُحارِبُ ا لاستبداد، فهو
مبنيئ على قواعد كريمة من الحرية السياسية، وهو مؤلمّس! على أصولٍ
ديمقراطية، تقتضي المراعاة التامة للمصلحة العامة، وعلى شورى
أرستمراطية، أو شورى الخواص، وهم ا هل الحل والعقد، إذ القراَن مليء
بما يسحق الاستبداد، ويدعو إلى العدل، والخضوع إلى نظام الشورى،
في! ل قوله تعالى: " وَأَمْرُهُئم شُورَئ بَيْ! نَهُتم " ا الشورى: 138، حتى في
القصص من نحو قول الله تعالى: " مَا! نتُ قَاطِعَة أَيأ حَتَّى تثَقهَدُونِ"
1 النم!: 132.
ثم إن الإسلام لا يعرفُ سلطةً دينية، ولا اعترافاً، ولا بيع غفران،
ولاهلزلةً خاصة لرجال الدين، ولكن دخل عليه من الفساد الؤائف ما دخل
على /كل دين فتفرقت كلمة المسلمين ".
وفي الختام جاءت سيرة (محمد عبده) بقلم أحمد أمين، وأقول في
الختام عالماً أنّ حديث محمد عبده في أكثر آثار أحمد أمين لم ينقطع، لأن
87

الصفحة 87