وهذا كلامُ من يجهل الكثير عن الحركة السياسية في مطلع هذا
القر) ط بالهند، وعجيبٌ أن تشتهر هذه الحركة بين مئقفي العالم الإسلامي
في بافاع الأرض، ويشتهر السيد أمير علي في طليعة احرارها، ثم لا يعرف
عنها من يكتب المقالات تحت عنوان (زعماء المسلمين في الهند) وهو
ندوممبنا، تربّى في الندوة العلمية الرائعة، واستمع إلى شيوخها وأساتذتها،
وقد الف الكثيرون من العلماء كتبهم باللغة الأوردية، فخدموا قارئ هذه
اللغة فحسب، ولكن السيد أمير علي كتب با لإنكليزية، فقر اه كبار المثقفين
في أ كثر بلاد العالم المتحضر! أفيعد هذا مأخذاً؟.
ولعل الأستاذ الندوي في حاجةٍ إلى أن يعرف ما عرفه المؤرخ
المص كري الكبير الأستاذ (محمد عبد الله عنان) حين كتب عن الرجل بحثاً
ضافياً نشرته جريدة السياسة، ونقلته مجلة المنار عقب وفاته، حيث
قال! (1):
"ولعل مفكراً مسلماً لم يعمل في عصرنا لبثّ دعوة الإسلام العلمية
والا. جتماعية قدر ما عمل أمير علي، برائع بيانه، وناهض حجته. وطريف
نقده وتحليله، فقد خاطب امير علي الغربَ بلغة غربية، وعمدَ إلى شرح
مباد! الإسلام الروحية والشرعية والاجتماعية بأساليب الغرب العلمية،
فكار، اوّل! مسلم استطاع أن يُخرج للغوب صورةً صادقة من هذه المبادئ،
تضطرم بإيمان مسلم اُشربت نفسُه روحَ الإسلام الحقة، لا تشوبها ذرة من
التشييع والتحامل، وأن يعرضها في ثوب علمي محدث يتذوقه الذهن
الغرإي، ولا ينكره الذهن الإسلامي، وكان أول! مسلم استطاع أن يخرج
(1) مجلة المنار، المجلد التاسع والعشرين، ص 352.
91