4 - فيض الخاطر
لم يكن الأستاذ أحمد أمين في صدر حياته كاتب مقالة، بل كان
باحثأ علميأ، يُلقي المحاضرات على طلاب مدرسة القضاء الشرعي، ثم
يُصدر كُتبه المتوالية عن الأخلاق، وتاريخ الفكر الإسلامي، إلا ما ندر
من! لمات متناثرة قالها في مناسبات داعية للحديث كرثاء زعيم، أو تعليقٍ
على حدث يجذبُ الأنظار، ثم ظهرت مجلة (الرسالة) سنة 933 1، وكان
الأستاذ من كبار محرريها، فجعل ينشر في اكثر أعدادها مقالات شتّى،
وذاعت شهرته كاتباًاجتماعياً، وأديباً محلّلأ، فاستكتبته صحفط أخرى،
ومبلإت شهرية وأسبوعية.
وأنشأ (الثقافة) بعد صدور (الرسالة) بستة اعوام، وقام على
تحريرها، فتقاضاه ذلك أن يكتب مقالاًاسبوعيأ دائمأ، لم ينقطع عنه
إلا ذادراً، وبذلك توالت مقالاتهُ الخصيبة الممتعة على مدى أربعة عشر
عامأ، كما ينهمرُ الغيث دقاقأ مسكوبأ في كل مرج خصيب.
وقد ظهر الجزء الأول من (فيض الخاطر) قبل أن تظهر مجلة
(الثقافة) ثم توالت أجزاءٌ مثمرةٌ كونت عشرة مجلدات من فيض الخاطر،
وبل! ت مقالاتها قرابة تسعمئة مقالة، فأحدثت صدى طيباً بين القراء،
وكا! غ المثقفون يرتقبون مقالة الأستاذ كلَّ أسبوع، وزملاؤه من أصحاب
الصحف الأدبية لم يبلغوا مبلغه في هذا الحشد العامر من المقالات.
93