وهذا ما عنيته حين ذكرت أن النقاد ظلموا احمد أمين حين كسروه على
اتجاه واحد!.
ومُحلّل اتجاه أحمد أمين في (فيض الخاطر) لا يحتاجُ إلى بحثٍ
جاهد في هذا التحليل، لأن ميزة احمد أمين انه عبّر عن أكثر خلجاته
الأدبية في كل ما تناول من بحث، كان الرجل كثير الجلوس مع نفسه،
يسائلها عن سلوكها العملي مساءلة جادة، فيزن أعماله بالقسطاس
المستقيم، يأسف لما فرّط فيه كبشرٍ، ويسعد بما قدم من نجاح يلمس
شواه! ه، كما كان يسأ لها عن اتجاهه ا لأدبي، أهو باحسط ام أديحث؟
والكاتب الكبير يعرفُ سمات الباحث، وخصائص الأديب،
ونتاجه الفسيح يدل على أنه باحسط وأديح! معاً، وقد كتب موضوعاً صادقاً
تحت عنوان (كتابة المقالات) ظاهره أنه حدي! ط عام، وباطنه انه تعبيز عن
شعورٍ خالص يتلبّس نفسية أحمد أمين، ويملك إحساسه، بل يصدر عنه
فيما -طه من مقا لات وبحوث، يقول الكاتب (1):
" هناك أنواغ من المقالات يصحّ ان نسميها مقالاتٍ علمية يالمعنى
الواسِ!، فتشملُ المقالات الاجتماعية، كما تشملُ بحث مسألةٍ أدبية بحثاً
علميأ، وهذا النوع سهل على الكاتب متى تيسرتْ ادوات البحث، من
كتب ومراجع ونحوها، وتوفر له حسن ا لاستعداد من معرفةٍ بمناهج البحث
وأساليبه، فكلُّ وقت صالحٌ لكتابة هذه المقالات، وإعدادها، ما لم يكن
الكاتب في حالة استثنائية من مرض ونحوه ".
ولي تعقيبٌ على الرأي الأخير، وهو صلاحيّة كل وقتٍ للبحوث
(1) فيض الخاطر: 1/ 178.
97